لم تشفع التعاويذ والحجب ولا الوعود التي بثها قبيل الانتخابات الإسرائيلية في الثاني من مارس/ آذار الماضي، حاخامات حزبي "شاس" و"يهدوت هتوراة"، في منع وصول وباء كورونا إلى من يصوّت من اليهود الحريديم أو حتى المحافظين والتقليديين منهم لأي من الحزبين. لكن المعطيات الرسمية أظهرت أن نسبة الإصابات الأعلى هي بالذات في صفوف الحريديم وأحيائهم، في القدس المحتلة وعسقلان والمستوطنات الصغيرة التي يسكنونها. لكن بؤرة الجائحة ضربت بالذات المدينة الأكثر تديناً في إسرائيل، مدينة بني براك، التي تقوم في وسط إسرائيل بين مثلث أكبر ثلاث مدن تقريباً، هي تل أبيب ورمات جان وجفعاتيم.
وبدلاً من أن يصل المسيح اليهودي المنتظر إلى هذه البلدة، التي يكاد يصل عدد المصابين فيها المعلن إلى ألف شخص، مقابل توقعات بأن النسبة الحقيقية لمرضاها تصل إلى 30 في المائة من أصل 200 ألف، اضطر حاخامات المدينة ورئيس البلدية إلى إفساح الطريق أمام الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط، روني نوما، ومنحه مقراً لغرفة القيادة الطارئة في مقر البلدية ومعه خبراء من الجيش، أقلهم "عسكرية" هو المتحدث العسكري رونين ميلنيس. واستحق نوما هذا الموقع بفعل رصيده العسكري باعتباره "جنرال الحصارات والإغلاقات"، وفق الوصف الذي أطلقه عليه الصحافي المخضرم في "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنيع، مستذكراً دوره في إحكام الحصار على الرئيس الفلسطيني، الشهيد ياسر عرفات، والحصار على محافظة الخليل بعد اختطاف ثلاثة مستوطنين عام 2014 عشية عدوان "الجرف الصامد"، و"خبرته" في فرض "إغلاق وحصار متنفس"، بحسب تعبيره.
في موازاة ذلك، وبعد تموضع الجنرال نوما في بني براك، أقر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بعد مشاورات طارئة أمس مع قيادة الجيش ومجلس الأمن القومي، أن يتولى الجيش مسؤولية تقديم الخدمات المدنية أيضاً لسكان المدينة، بعد انتشار مئات الجنود على مداخل المدينة وفرض طوق عليها، يمنع سكانها من مغادرتها، كما يمنع الدخول إليها، فيما اضطرت المرجعيات الدينية للحريديم إلى مناشدة جمهورها وسكان المدينة الالتزام بكل تعليمات المؤسسة "العلمانية" وتعليمات وزارة الصحة والالتزام بتعليمات وأوامر الشرطة.
وإذا كانت هذه الدعوات تكشف كسراً عميقاً في موقف الحريديم، فإن استقدام الجنرال روني ناما لقيادة غرفة العمليات، ولو تحت مسمى مستشار من الخارج، يعكس حجم الدور الذي يضطلع به الجيش والمؤسسة الأمنية في قيادة مواجهة جائحة كورونا، بعد أن كان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يحاول تصوير الوضع في إسرائيل على أنه تحت سيطرته المطلقة، عبر ظهوره المتكرر على شاشات التلفزة، إلى جانب وزير الصحة، يعقوف ليتسمان، وهو أصلاً من الحريديم، إلى أن أصيب بالمرض قبل يومين، فيما عاد نتنياهو وقادة الدولة عملياً، رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي، ورئيس "الموساد" يوسي كوهين، ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات، إلى الحجر الصحي.
لكن الأبرز في سياق تدخل الجيش للحد من انتشار كورونا في بني براك تحديداً، ورضوخ الحاخامات واعترافهم أخيراً بسلطات الدولة وتعليمات الوزارة، هو أن الخطوة تؤكد عمق العقيدة الإسرائيلية المؤمنة بدور الجيش والمؤسسة الأمنية في كل نواحي الحياة وليس فقط في السياق الأمني الاحتلالي. وكان نتنياهو أول من فاخر بأن "الموساد" حصل على عشرات آلاف وحدات الفحص للكشف عن المرض، من إحدى الدول العربية (رجحت تقارير إسرائيلية أنها الإمارات العربية المتحدة)، وأن "الموساد" يواصل نشاطه باستمرار لتأمين أجهزة للتنفس أيضاً تساعد مرضى كورونا، وغيرها من اللوازم الطبية.
وبدلاً من أن يصل المسيح اليهودي المنتظر إلى هذه البلدة، التي يكاد يصل عدد المصابين فيها المعلن إلى ألف شخص، مقابل توقعات بأن النسبة الحقيقية لمرضاها تصل إلى 30 في المائة من أصل 200 ألف، اضطر حاخامات المدينة ورئيس البلدية إلى إفساح الطريق أمام الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط، روني نوما، ومنحه مقراً لغرفة القيادة الطارئة في مقر البلدية ومعه خبراء من الجيش، أقلهم "عسكرية" هو المتحدث العسكري رونين ميلنيس. واستحق نوما هذا الموقع بفعل رصيده العسكري باعتباره "جنرال الحصارات والإغلاقات"، وفق الوصف الذي أطلقه عليه الصحافي المخضرم في "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنيع، مستذكراً دوره في إحكام الحصار على الرئيس الفلسطيني، الشهيد ياسر عرفات، والحصار على محافظة الخليل بعد اختطاف ثلاثة مستوطنين عام 2014 عشية عدوان "الجرف الصامد"، و"خبرته" في فرض "إغلاق وحصار متنفس"، بحسب تعبيره.
وإذا كانت هذه الدعوات تكشف كسراً عميقاً في موقف الحريديم، فإن استقدام الجنرال روني ناما لقيادة غرفة العمليات، ولو تحت مسمى مستشار من الخارج، يعكس حجم الدور الذي يضطلع به الجيش والمؤسسة الأمنية في قيادة مواجهة جائحة كورونا، بعد أن كان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يحاول تصوير الوضع في إسرائيل على أنه تحت سيطرته المطلقة، عبر ظهوره المتكرر على شاشات التلفزة، إلى جانب وزير الصحة، يعقوف ليتسمان، وهو أصلاً من الحريديم، إلى أن أصيب بالمرض قبل يومين، فيما عاد نتنياهو وقادة الدولة عملياً، رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي، ورئيس "الموساد" يوسي كوهين، ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات، إلى الحجر الصحي.
لكن الأبرز في سياق تدخل الجيش للحد من انتشار كورونا في بني براك تحديداً، ورضوخ الحاخامات واعترافهم أخيراً بسلطات الدولة وتعليمات الوزارة، هو أن الخطوة تؤكد عمق العقيدة الإسرائيلية المؤمنة بدور الجيش والمؤسسة الأمنية في كل نواحي الحياة وليس فقط في السياق الأمني الاحتلالي. وكان نتنياهو أول من فاخر بأن "الموساد" حصل على عشرات آلاف وحدات الفحص للكشف عن المرض، من إحدى الدول العربية (رجحت تقارير إسرائيلية أنها الإمارات العربية المتحدة)، وأن "الموساد" يواصل نشاطه باستمرار لتأمين أجهزة للتنفس أيضاً تساعد مرضى كورونا، وغيرها من اللوازم الطبية.
ويشكل بدء الاستعانة بالجيش في بني براك، عدا عن أنه يكشف فشل المؤسسات المدنية، مقدمة ربما لانتشار واسع محتمل لجنود جيش الاحتلال في مختلف المدن والبلدات الإسرائيلية، لتأمين النظام العام وضمان فرض تعليمات الطوارئ، وتكريس مكانة الجيش في الوعي الإسرائيلي باعتباره "المخلص" و"المنقذ" في حالات الحروب، كما في حالات الأزمات الأخرى.
وكشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" أمس الجمعة عن وحدة خاصة أتمت استعداداتها للتدخل اللوجستي السريع في كل ما يتعلق بنقل مرضى وتطهير وتعقيم الأماكن الموبوءة، مقابل تخصيص فرق كاملة للانتشار لتطبيق أوامر منع الخروج من البيت.
وكشفت الصحيفة في تقرير لها أنه إلى جانب ما سبق أن أعلن عن تخصيص فرقتين من الجيش لهذه الغاية، فقد أقام الجيش مع بدء تفشي جائحة كورونا قيادة خاصة للجبهة الداخلية في مدينة الرملة، تضم بشكل خاص خبراء ووحدات الجيش المختصة والمدربة لمواجهة حالات الحرب الكيماوية، لكن هذه المرة من خلال التركيز والاستعداد لمواجهة تفشي الوباء على نطاق واسع مع تفشي الإصابات المجتمعية، وما يبدو أنه ارتفاع مضطرد في عدد الإصابات التي اجتازت ستة آلاف مصاب وارتفاع عدد حالات الوفاة إلى 326 حالة تم إعلانها حتى صباح أمس الجمعة.
ووفقاً للتقرير، يتولّى قيادة الوحدة الخاصة البريغدير جنرال رومان ستطرلتسين، مسؤول قسم المواد الخطيرة في قيادة الجبهة الداخلية للجيش. وتحوي الوحدة الخاصة في الرملة مئات الجنود ممن يفترض بهم أن يكونوا جاهزين للقيام بعمليات تعقيم وتطهير على نطاق واسع، للمناطق المصابة بالوباء. كما تم إعداد ثلاث فرق إنقاذ عسكرية، وفرقتي احتياط إضافيتين تحسباً لاضطرار القيام بعمليات إنقاذ ونقل مرضى من بيوتهم ونقلهم لمراكز خاصة.
وكان الجيش قد اتخذ تدابير سابقة وأبقى على وحدات كاملة في حالة عزل في القواعد العسكرية لمنع إصابة القوى القتالية في الجيش بالمرض، كما تم عزل أكثر من ألف جندي لغاية الآن ممن ظهرت عليهم أعراض المرض، أو يفترض أن يكونوا في العزل الصحي البيتي.
وقال البريغدير رومان ستطرلتسين لصحيفة "يسرائيل هيوم": "لقد قمنا بتأهيل فرق نظامية في قيادة الجبهة الداخلية وفرق من جنود الاحتياط لتوفير الحلول اللازمة، وسنكمل في الأيام القريبة أطراً إضافية لتوفير الحلول كي نتمكن من مواجهة كل سيناريو محتمل". وأقر البريغدير ستطرلتسين أنه تم تجهيز قوات كبيرة: "نتحدث عن مئات الجنود من الجيش النظامي ومن الاحتياط".
وكانت الإذاعة الإسرائيلية العامة قد ذكرت في الثلاثين من الشهر الماضي أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل افتتحت مقراً خاصاً وغرفة عمليات لقيادة مواجهة جائحة كورونا في مستشفى تل هشومير إلى الجنوب من تل أبيب. ويشارك في المقر المذكور: "الموساد" وسرية أركان الجيش المختارة، والوحدات التكنولوجية في شعبة الاستخبارات العسكرية، وهيئة الأمن القومي. ويعمل ممثلو هذه الهيئات في غرف قيادة مختلفة ومنفصلة لإيجاد حلول في مجالات شراء المعدات، والفحوصات والعمليات اللوجيستية والحوسبة. وسبق أن تم الإعلان أن معهد نيس تسيونيا للحرب البيولوجية والكيماوية، يعمل هو الآخر في مساعي إيجاد لقاح للفيروس.