تصنع الكاميرونية سولونج نانا "شابة في الثلاثين من عمرها"، الملابس اعتماداً على ورق شجر الموز، في سابقة أثارت الاستغراب بداية ظهورها، لكنّها ما لبثت أن نالت الإعجاب، وهزت عرش الموضة في الكاميرون. وتقيم نانا في بافوسام الواقعة غربي الكاميرون، وهي المدينة التي ولدت وترعرت فيها، والتي احتضنت، حين كبرت، ورشتها التي خصّصتها لخياطة الملابس.
ونانا طالما أرادت التميّز.. لذلك حين تسارعت سنوات عمرها، وبلغت سنّا تسمح لها بالعمل في مجال الخياطة، لم تتردّد، كما أنّها اختارت أن تدخل على عملها لمسات خاصة بها، تجعل من الملابس التي تحيكها فريدة من نوعها. فبدايتها في هذا المجال تعود لسنوات، وعشقها له يعود إلى سنوات طفولتها الأولى، فالبداية لم تكن استثنائية، فكما الكثير من نساء بلادها، صقلت موهبتها ثم قررت افتتاح ورشتها، غير أنّ مسيرتها اتخذت منحى مغايراً منذ أن داعبتها فكرة صنع الملابس من أوراق شجر الموز.
كانت فكرة جديرة بالاهتمام، في عالم يضج بروتين، جعل من جميع ما يتم طرحه في الأسواق من ملابس عبارة عن تشكيلة متشابهة وخالية من الابتكار، حسب وصفها.
فتحوّلت سريعا إلى التنفيذ، بـ"تشجيع من زوجي" كما تقول، وبدأت خطواتها الأولى نحو تحقيق حلم راودها لسنوات. وقامت بتقشير لحاء جذوع شجر الموز، ثم استخدمته مع الأوراق إلى حين حصولها على نوع من النسيج قابل للخياطة، مضيفة أنّه "لصنع رداء لشخص بالغ، ينبغي أن ينتظر لأيام للحصول عليه، لأنه يتطلّب المرور عبر العديد من المراحل".
ولإضفاء لمسات جذابة على ملابسها، تقوم نانا بوضع خطوط زينة على الياقات أو على مستوى أحد الكمّين، بطريقة فنية تمنح القطعة مظهراً مغايراً، مؤكّدةً أنّها في سعي دائم وبحث متواصل حول المادة التي تستخدمها في صنع الملابس، بغرض تطوير فعاليتها وصلاحيتها بما يمكّنها من الصمود أمام الزمن والعوامل المناخية المختلفة.
سلفيان، سيدة كاميرونية في الأربعين من عمرها، قالت إنّها من هواة عمل نانا، ومن زبائنها الأوفياء، لافتة إلى أنّ ما تصنعه صديقتها الموهوبة "يجمع بين جمال المادة المصنوعة منه، وأناقة المظهر، وهذا يؤشّر على أنّ هذه الملابس ستكون من خطوط الموضة المستقبلية بلا شكّ". ورغم أنها تشتغل وفقا للطلبيات التي تردها من زبائنها، إلاّ أنّها تستغلّ وقت فراغها في صنع ملابس خارج الطلب، لعرضها في بعض المحلات بمعدّل أسعار لا يتجاوز الـ 21 دولارا أميركيا.
وللتعريف بمنتوجاتها، وإدراج سامها ضمن مصممي الأزياء في بلدها، وفي القارة الأفريقية عموما، تشارك نانا في عروض الموضة، سواءً تلك التي تنتظم في مدينتها بافوسام أو في العاصمة ياوندي. وتجد هذه السيدة الشابة حضوراً لافتاً في عالم الأزياء، حتى إنّ رواد هذا العالم يلقبونها بـ "عارضة الأزياء بانانا" أي "عارضة الموز"، في إشارة إلى المادة التي تحيك منها ثيابها. أما اليوم، فقد تجاوزت نانا الأسواق المحلية، لتصدّر ملابسها إلى بلدان غرب أفريقيا وأوروبا، بينها السنغال وبلجيكا.
وقالت، في ختام حديثها لوكالة الأناضول، إنّها تطمح للانتقال إلى إحدى الدول الأوروبية لتطوير مجال نشاطها وتوسيعه، قبل أن تنكبّ من جديد على خياطة رداء نسائي، ونظراتها تنخفض مركّزة على النسيج المصنوع من أوراق شجر الموز.
اقرأ أيضاً:
الإكسسوارات اليدويّة
هكذا تختارين فستان زفافكِ
المصمّم داني أطرش: الهندسة والحديد هويّة تصاميمي