أهالي قرى جنوب نابلس يتنفسون الحرية قبيل العيد

11 سبتمبر 2016
الحصار قيد حركة الناس إلى الحد الأدنى(ألون رينجر/ Getty)
+ الخط -
لم يكن مشهد اكتظاظ الأسواق قبيل عيد الأضحى المبارك حاضراً في عشرات المحال التجارية وأسواق الخضر في قرى جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، نتيجة للحصار الإسرائيلي المفروض عليها منذ أسبوع، والذي انتهى في ساعات الفجر الأولى من اليوم الأحد.

أسبوع كامل والفلسطينيون في قرى جنوب نابلس، يبحثون عن طرق التفافية وترابية كي يسلكوها بدلا من الطرق الرئيسية التي أغلقت بالمكعبات الإسمنتية وأكوام التراب، لأسباب غير معلومة.

كانت قرى جنوب نابلس: حوارة، وبيتا عينابوس وأودلا وبورين، ترزح تحت الإغلاق والحصار، ولم تسمح سلطات الاحتلال إلا بفتح مسلك واحد، يمرر منه التجار القليل من البضاعة، ولا يسمح المرور إلا مشياً.

عند مدخل بلدة بيتا الرئيسي، عادت مشاهد الانتفاضة الفلسطينية الثانية، عربات تنقل البضائع من مركبة لأخرى، وكذلك المركبات العمومية توصل الركاب حيث الحاجز الإسمنتي، وينتقلون عبر مركبات أخرى في الجهة المقابلة من الحاجز.

ذروة البيع قبيل العيد خاصة في سوق الخضر المركزي ببلدة بيتا، الذي أغلق أبوابه قبل يومين من العيد، كبدت أصحاب المحال التجارية خسائر باهظة.



تاجر الخضر في سوق بيتا، عنان كنعان، وهو من سكان قرية أوصرين المجاورة، اعتاد شراء الخضر والفواكه من سوق خضر نابلس يوميا ليبيعها في بسطته في سوق بيتا، لكن إغلاق الاحتلال لمدخل بيتا الذي لا يبعد سوى 50 مترا عن بسطته اضطره لسلك طرق أخرى ترابية ووعرة تستغرق وقتا أكبر، كما يوضح كنعان لـ"العربي الجديد".

لكن ما يكبد كنعان خسارة مالية أكبر، هو تلف الفواكه والخضر نتيجة لما تتعرض له صناديقها بسبب الطرق الوعرة، علاوة على بذل مجهود أكبر خلال عملية إنزال البضاعة.

عمليات الإغلاق أدت إلى تأثير مباشر على الفلسطينيين وصعوبة في علاج مرضاهم، إذ يشير أنس خبايصة من بلدة بيتا، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى قصة نقله لابن عمه إلى أحد المستشفيات بنابلس، بعد إصابته أول أمس الجمعة، بحادثة دهس من قبل مركبة مارة.

يقول أنس "حملت ابن عمي في سيارتي، وكانت الحادثة بالقرب من مفرق البلدة المغلق والذي لا يستغرق سلوكه سوى بضع دقائق، واضطررت للخروج إلى قرى مجاورة وسلك طرق فرعية غير صالحة للسير بالمركبات، وقطعت 17 كيلومترا للخروج من البلدة".

بلدة حوارة، التي تربط شمال الضفة بوسطها عبر شارعها الرئيس، اعتادت على زحمة السير، وكثرة الزبائن فيها، ولكنها لم تعد خلال أيام الحصار كما السابق، نظرا لإغلاقها وانتشار الحواجز العسكرية المفاجئة لجنود الاحتلال فيها.

حمدان سعادة، افتتح محلاً تجارياً ضخماً قبل نحو أسبوعين في بلدة حوارة، وبعد أسبوع من الافتتاح، أغلقت قوات الاحتلال مداخل القرى، فأصبح محله التجاري بين إغلاقين، واحد عند مدخل قرية عينابوس والثاني عند مفرق حوارة عينابوس.

يوضح سعادة لـ"العربي الجديد" أن هذا الأسبوع كان بمثابة دمار عليه، فقد أحضر كمية من اللحوم والدجاج لبيعها، إلا أن الزبائن لا يستطيعون الوصول إلى السوبر ماركت، والبضاعة في الثلاجات، اضطر لتجميدها، وكبده ذلك خسائر كبيرة، فيما يحمل سعادة قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عما جرى.

يقول الناطق الإعلامي لبلدية حوارة عودة نجم، لـ"العربي الجديد": إن "الاحتلال الإسرائيلي، يسعى من خلال الإغلاقات الملحوظة والمتكررة بشكل كبير في الآونة الأخيرة في قرى جنوب نابلس، تحت حجج وبراهين واهية، إلى تمرير مخطط استيطاني لمصادرة المزيد من أراضي الفلسطينيين في المنطقة، إضافة إلى فسح الطرق أمام المستوطنين الذين يمرون عبر البلدة".

ولم يكن هذا الإغلاق الذي مر على قرى جنوب نابلس، إلا عقابا جماعيا تتبعه سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين في الكثير من المحافظات الفلسطينية، منغصة عليهم عيشتهم بقطع الطرق وإغلاق مداخل القرى، ومنع المركبات من عبور الحواجز، وما يخلفه هذا الحصار من تعطيل لمصالح الأهالي وأعمالهم.