أهالي الفلسطينيين المحتجزين في الجزائر يناشدون إطلاق سراحهم

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
01 ديسمبر 2018
A2598DE4-B4B7-4FF6-A59A-6779C1927689
+ الخط -
أمسكت الفلسطينية شفيقة التلولي علم الجزائر إلى جانب لافتة تطالب الحكومة الجزائرية بسرعة الإفراج عن ابنها، والعشرات من الفلسطينيين المحتجزين هناك منذ أكثر من شهرين، بذريعة دخول البلاد بطريقة غير شرعية.

وشاركت التلولي في وقفة احتجاجية أقيمت في ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة، اليوم السبت، نظمها العشرات من أهالي المحتجزين في الجزائر، رافعين الأعلام الجزائرية ولافتات تطالب السلطات الرسمية بالإفراج عنهم.

وتحتجز السلطات الجزائرية 53 فلسطينياً غالبيتهم من قطاع غزة منذ أكثر من شهرين، كما صدرت بحقهم أحكام بالسجن ثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ، إلا أن ذويهم في القطاع عاجزون عن التواصل معهم منذ ذلك الحين.

وقالت التلولي لـ"العربي الجديد" إن نجلها محمود غادر القطاع قبل أكثر من شهرين بحثاً عن فرصة عمل، في ظل انسداد الأفق الذي يعيشه الشباب نتيجة حصار الاحتلال للقطاع، وشح فرص العمل، وتلاحق الحروب الإسرائيلية على غزة.

وأضافت أن غالبية الشباب المحتجزين هم من حملة المؤهلات العلمية والشهادات الجامعية غادروا القطاع هرباً من الواقع الحالي، وبحثاً عن مستقبل يؤمن لهم حياة كريمة عبر الهجرة لإحدى الدول الأوروبية.

غادروا هرباً من الأفق المسدود (عبد الحكيم أبو رياش) 


وبحسب التلولي فإنها تمكنت من التواصل مع السفير الفلسطيني في الجزائر لبحث قضية نجلها والمحتجزين الآخرين، والذي أكد لها أنه يتابع الملف وسيحاول العمل على حله، مشيرة إلى عدم توفر أية معلومات وتطورات حتى اللحظة.

وشهد القطاع خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة اندفاعاً واضحاً من الشباب الغزي نحو الهجرة بحثاً عن فرص عمل أو لإنجاز الدراسة الجامعية من خلال المنح الخارجية، في ظل ما يعيشه السكان من اشتداد للحصار وتلاحق في العدوان وغياب التوظيف الحكومي وشحه في القطاع الخاص.

يأملون أن يتمكن أبناؤهم من الوصول إلى أوروبا(عبد الحكيم أبو رياش) 


ولم تختلف مشكلة زاهي أبو جاسر كثيراً عن سابقه، الذي أشار إلى أن ابني شقيقه الاثنين غادرا إلى الجزائر من أجل السفر منها إلى إيطاليا، هرباً من واقع القطاع وما فيه من إشكاليات تعترض طريق الشباب في السنوات الأخيرة.

وقال أبو جاسر لـ "العربي الجديد": "إن 53 فلسطينياً محتجزين حالياً في الجزائر لا يعرف عنهم أية معلومات، وهناك خشية من أن تقوم السلطات الحكومية هناك بإعادة ترحليهم إلى القطاع مجدداً بعد نحو شهرين على احتجازهم".

أكدوا أن الحصار والبطالة سببان رئيسان لمغادرتهم(عبد الحكيم أبو رياش) 

وبيّن أن ما يطالب به ذوو هؤلاء المحتجزين هو أن تطلق السلطات الجزائرية سراحهم، وأن تسمح لهم باستكمال رحلتهم إلى الدول الأوروبية وعدم ترحيلهم من جديد إلى القطاع، ولا سيما في ظل ما يعانيه الغزيون من أزمات مركبة.

وطالب الغزي أبو جاسر، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتدخل والإيعاز للسفارة الفلسطينية والخارجية بالعمل على حل إشكالية هؤلاء الشباب المحتجزين في الجزائر، وحل ملفهم بالكامل وضمان عدم ترحليهم إلى غزة مجدداً.

وبدت ملامح الحزن مسيطرة على ملامح الغزي عطية ظاهر، الذي أمسك في الوقفة الاحتجاجية بصورة ابنه عائد المحتجز في الجزائر، ولا يعلم عنه أية معلومات منذ دخوله إلى الجزائر قبل أكثر من شهرين.


وقال ظاهر لـ "العربي الجديد" إن مطالب الأهالي باتت تتلخص بمناشدة السفارة الفلسطينية والرئيس عباس بالتدخل لحل ملف أبنائهم، وعدم إعادة ترحليهم من جديد إلى القطاع، خصوصاً أنهم كانوا في طريقهم للهجرة إلى أوروبا هرباً من واقع غزة. وأكد أن الاتصال بأبنائهم مفقود بعد احتجازهم من قبل السلطات الجزائرية الرسمية وسحب هواتفهم وجوازات سفرهم، ما يثير القلق بصورة أكبر لدى عشرات الأسر الفلسطينية من أهاليهم.

وراجت أنباء في غزة عن طلب السفير الفلسطيني في الجزائر إعادة المحتجزين إلى القطاع بالقوة، وهو الطلب الذي يعني ربما اعتقالهم في مصر خلال رحلة عودتهم، أو منعهم مدى الحياة من الخروج من غزة من قبل السلطات المصرية، كمهاجرين غير شرعيين، ما يعني أنهم سيفقدون كل الفرص لحياة كريمة.

ذات صلة

الصورة
فلسطينيون في مخيم نزوح عشوائي في رفح - جنوب قطاع غزة - 2 فبراير 2024 (محمد عابد/ فرانس برس)

مجتمع

تأتي أمطار فصل الخريف الأولى لتضاعف معاناة النازحين الفلسطينيين الذين هجّرتهم الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو عام.
الصورة
طفلة جريحة في دير البلح - وسط قطاع غزة - 6 سبتمبر 2024 (إبراهيم نوفل/ الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة الصحة العالمية بأنّ 25% من جرحى غزة على الأقل، الذين أصيبوا في الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، يعانون من "إصابات غيّرت مجرى حياتهم".
الصورة
أطفال في دير البلح ومياه صرف صحي - قطاع غزة - 19 يوليو 2024 (بشار طالب/ فرانس برس)

مجتمع

كأنّما كانت تنقص أهالي قطاع غزّة أزمة جديدة تُضاف إلى كلّ ما يقاسونه في ظلّ الحرب الإسرائيلية المتواصلة عليهم، فوجدوا أنفسهم أخيراً في مواجهة شلل الأطفال.
الصورة
الفلسطينية راوية عياد، 5 يوليو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

بُترت أصابع يدها اليمنى جراء تعرّضها لإصابة بسبب آلة الفلافل، لتصبح الفلسطينية راوية عياد (47 عاماً) بعد تسعة أشهر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة صاحبة مشروع
المساهمون