يعير "المتحف العربي للفن الحديث" في الدوحة مجموعة من أعمال الفنان المغربي أحمد الشرقاوي المقتناة لديه لـ "متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر" في الرباط، بهدف إقامة معرض استعادي ضخم لواحد من رواد التشكيل المغربي، حيث من المقرر أن ينطلق المعرض نهاية آذار/ مارس 2018 وأن يتواصل حتى أيلول/ سبتمبر منه.
يجمع المعرض المنتظر من 70 إلى 80 عملاً أنجزها الشرقاوي (1934-1967)، وقد صرّح رئيس "المؤسسة الوطنية للمتاحف"، مهدي قطبي، في بيان حول المعرض للصحافة المغربية، أن مقتنيات "المتحف العربي للفن الحديث" من أعمال الشرقاوي هي "الأكبر بعد المجموعة التي تمتلكها عائلة الفنان".
ورغم أن الشرقاوي رحل شاباً في عمر 33 عاماً، إلا أنه ترك عدداً كبيراً من الأعمال، التي جمع فيها بين مفردات التراث المغربي التي تظهر مثل ظلال في لوحاته، خاصة وشوم النساء والحرف الأمازيغي، حيث وضع الفنان الذي ينتمي إلى عائلة مشهورة بمتصوفيها، في لوحاته آثار الطلاسم الشعبية وفن الخط العربي الذي أتقنه في مرحلة مبكرة.
ليس غريباً أن يظهر كل هذا المخزون التراثي عند ابن مدينة أبي الجعد، التي رسم على جدرانها، وعمل خطاطاً فيها يكتب "يافطات" وإعلانات، قبل أن يأخذه شغفه بالرسم إلى الانتقال إلى باريس لدراسة الفن عام 1956، بعد أن حصل على منحة بحوث لدراسة العلامات والرموز الأمازيغية.
في دراسته الفرنسية، أصبح ميل الشرقاوي إلى المدرسة السريالية واضحاً ولا يخفى تأثره بشكل خاص بالفنان بول كلي، ويصف النقاد أعماله بأنها حلقة جمعت مدارس الغرب الحديثة بالتراث المغاربي والإسلامي، وقدمت للفنان العربي فرصة للتعرف على تقنيات جديدة في الرسم خرجت عن المألوف.
يعد الشرقاوي أحد أبرز الأسماء الرائدة والمؤسسة في مجال الفن التشكيلي في المغرب، ومن أشهر أعماله سلسلة "ليالي وارسو" التي رسمها أثناء إقامته في بولندا، ولوحة "علية" و"الذكريات الحمراء" و"المرآة الحمراء" و"الحيوان" و"الطلسم الأحمر" و"الملاك الأزرق" و"ممر عالٍ".
يذكر أن "المتحف العربي للفن الحديث" تأسس في الدوحة عام 2010، ويضم أكثر من ستة آلاف عمل فني لفنانين من كافة البلدان العربية، يعود بعضها إلى عام 1840، ويضم مجموعة لرواد الفن التشكيلي المغربي مثل الشرقاوي والجيلالي الغرباوي ومحمد المليحي.