أطفال غزة ينادون العالم... "أعطونا الطفولة"

23 نوفمبر 2016
أطفال غزة لهم الحق باللعب والفرح(عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
حملت الطفلة جودي فروانة ذات الأربعة أعوام باقة من الورد، واقتربت من الطفل عبدالرحمن الأفغاني طالبة منه أن يشتري واحدة، فرفض وأخبرها أن مكانها في الروضة والمدرسة، فأجابته بنبرة حزينة، إن والدها استشهد في الحرب، لذلك هي تبيع الورد.


هذا الحوار كان عبارة عن "سكيتش فني" ضمن أنشطة المهرجان الترفيهي "أعطونا الطفولة"، الذي نظمته دائرة الطفولة في وزارة الشباب والرياضة، بالتعاون مع عدد من رياض الأطفال، إلى جانب عروض فنية وترفيهية عدة، من غناء وأناشيد وشعر ولعب ولهو.


وشارك مئات الأطفال في المهرجان الترفيهي، بوجوههم المزينة برسومات وألوان زاهية. وسادت ملامح السرور مع أنغام الأغاني ووقع الرقصات الطفولية. وحمل الجميع علم فلسطين، ولوحوا به، إلى جانب شعارات تطالب بمنحهم الحرية والأمان، مثل باقي أطفال العالم.


في منتصف قاعة الشهيد سعد صايل، التابعة لملعب فلسطين، وقف صف من الأطفال يرتدون الزي الفلسطيني، وفي مقدمتهم الطفلة ليلى العوضي (أربعة أعوام)، وهي تلوح بالعلم الفلسطيني، وتوضح أنها "مبسوطة" مع صديقاتها، وتتمنى أن يستمر الاحتفال وقتاً أطول. في حين يشاركها الفرحة زميلها الطفل نادر حسن الذي يقول، إنه سعيد للغاية بهذا النشاط.


على مدرجات القاعة، جلس مئات الأطفال الذين زينت وجوههم رسومات القطط والعصافير والفراشات، وحملوا الألعاب. وتقول الطفلة ضحى حمد لـ"العربي الجديد" أنها جاءت مع صديقاتها في الروضة من أجل اللعب والرقص والغناء، وأن هذه الأنشطة تجعلها سعيدة.


وتشير مديرة روضة "ميرا" جدان دياب إلى أن "270 طفلاً من أطفال الروضة شاركوا في المهرجان الترفيهي من أجل المساهمة في دمج الأطفال في الأنشطة غير التقليدية، والتي تهدف إلى الارتقاء بالحالة النفسية للأطفال، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة المحاصر".

رقصات وألعاب تبهجهم (عبدالحكيم أبو رياش )



وتشير لـ"العربي الجديد" إلى أن 12 طفلاً وطفلة شاركوا في فقرة "أعطونا الطفولة"، وقدموا عروضاً ترفيهية ورقصات، ومنها حوار بائعة الورد، إضافة إلى عرض "يا كبار اسمعونا إحنا الصغار .. محتاجين تراعونا لنصير كبار"، لافتة إلى أن الأنشطة هدفت إلى كسر الروتين اليومي للأطفال.


وتوضح دياب، أن مثل هذه المهرجانات توجه رسالة إلى العالم من أجل تخفيف الحصار عن قطاع غزة وأطفاله، مضيفة "الأطفال مكبوتون ومضغوطون نتيجة الظروف السلبية، والحروب وهدم البيوت وأصوات القصف، لذلك يجب مساعدتهم على العيش في بيئة آمنة".

أطفال يؤدون مشهداً تمثيلياً عن بائعة الورد - (عبدالحكيم أبو رياش) 



بدورها، تشير مديرة الأنشطة في دائرة الطفولة في وزارة الشباب والرياضة سماهر البطران إلى أن تنظيم المهرجان بمناسبة يوم الطفل العالمي، يأتي لتذكير العالم بالاتفاقيات الدولية التي تنادي جميعها بحقوق الطفل، في ظل التنكر التام لها مع أطفال فلسطين.


وتقول لـ"العربي الجديد" إن أبرز المستهدفين في الحروب على قطاع غزة هم الأطفال، الذين تأثرت حالتهم النفسية، مضيفة: "اخترنا عنوان (أعطونا الطفولة) حتى نؤكد على إعطاء الأطفال حقهم في اللعب، وممارسة حياتهم الطبيعية كباقي أقرانهم".

رقصة بالزي التراثي الفلسطيني- عبدالحكيم أبو رياش