أطفال سورية... قتل وجوع وتهجير

20 نوفمبر 2016
أطفال يهربون نحو مستقبل مجهول (عبد دوماني/فرانس برس)
+ الخط -


ما يقارب نحو 24 ألف طفل سوري قتلتهم آلة الحرب التي تجتاح البلاد منذ خمسة أعوام من دون توقف. آلاف الأطفال يحصدهم الموت بكل أنواع الأسلحة، بما فيها غارات طيران النظام السوري وحليفه الروسي بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية.

أطفال سورية يعانون أقسى الشرور والمآسي ضراوة، ومن يَسْلم منهم ويبقى على قيد الحياة يعيش تهجيراً أو نزوحاً، أو يقبع في الملاجئ على مدار الساعة، مع كل ما يعنيه ذلك من فقدان للرعاية على كل مستوياتها الصحية والنفسية والاجتماعية، إضافة إلى حرمانهم من ملاذهم الآمن ومن مدارسهم.

يقول مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، لـ"العربي الجديد"، بمناسبة اليوم العالمي للطفل: "الحرب انعكست على أطفال سورية في كل نواحي الحياة. فبسبب تدهور قطاع الصحة، يعاني الأطفال من انخفاض معدلات التطعيم وانتشار أمراض معدية كالسل والتيفوئيد".

ويضيف، اليوم الأحد، أن "عدم الاكتراث الدولي لما يتعرض له الأطفال في سورية، ينسف مفهوم حماية الأطفال. نوجه سؤالاً لمن يدّعون أنهم دول عظمى ويقودون العالم، من هو المسؤول الحالي عن حماية أطفال سورية من البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية وعمليات القنص والتجويع؟".

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في بيان أصدرته اليوم الأحد، مقتل 23863 طفلاً سورياً، منذ انطلاق الثورة السورية في مارس/آذار 2011 حتى اليوم، ارتُكبت معظمها على يد قوات النظام السوري وحلفائه من المليشيات والقوات الروسية.

وأوضح البيان، بمناسبة يوم الطفل العالمي، أن 20676 طفلاً قُتلوا على يد القوات الحكومية، بينهم 714 طفلاً قتلوا برصاص قناص، و160 بسبب التعذيب، و276 طفلاً بسبب الحصار، في حين وصل عدد المعتقلين من الأطفال في سجون النظام إلى 11044 طفلاً، 2819 منهم قيد الاعتقال حتى اليوم.

وأضاف التقرير، أن قوات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قتلت 438 طفلاً، واعتقلت ما لا يقل عن 217 طفلاً، مارست التعذيب والعنف الجنسي والتجنيد الإجباري بحقهم، وحولت المدارس إلى مقرات عسكرية. أما تنظيم جبهة "فتح الشام" فقتل 51 طفلاً، واعتقل ما لا يقل عن 24 آخرين.

كما سجل التقرير قيام فصائل المعارضة المسلحة بقتل 862 طفلاً، واعتقال 289، واستخدام الأطفال في بعض الفعاليات العسكرية.

ولفت إلى قتل قوات الإدارة الذاتية الكردية في المناطق التي تُسيطر عليها 79 طفلاً، واعتقالها ما لا يقل عن 321 طفلا، إضافة إلى عمليات التجنيد الإجباري. أما قوات التحالف الدولي فقتلت 249 طفلاً، وقتلت القوات الروسية 992 طفلاً، وتسببت هجماتها في تَضرُّر ما لا يقل عن 84 مدرسة، منها خمس مدارس تعرضت للاستهداف أكثر من مرة.

وتطرقّ التقرير إلى التداعيات التراكمية التي نتجت عن عمليات القصف والتدمير اليومية، ومنها تضرر قرابة 3871 مركزاً تعليمياً بين مدرسة ورياض أطفال، ما أدى إلى حرمان ما يزيد عن 2.5 مليون طفل داخل سورية من التعليم.

كما تدمَّرت أجزاء واسعة من قطاع البنية التحتية، وتدمَّرت أحياء كثيرة بشكل شبه كامل، ما دفعَ الأسر السورية إلى اللجوء، وعرّضها أيضاً للحرمان من التعليم والاستغلال في سوق العمل، والعنف الجنسي، وازدياد حالات التزويج المبكر، عدا عن ولادة 160 ألف طفل جديد في مخيمات اللجوء، لم يحصلْ العديد منهم على أوراق ثبوتية.