أسبوع حاسم في تونس

03 مايو 2018
أدلى عناصر الشرطة والجيش بأصواتهم بالانتخابات المحلية الأحد(ياسين قائدي/الأناضول)
+ الخط -
سيكون الأسبوع الحالي في تونس حاسماً ومهماً جداً بالنسبة لمسار يحاول التونسيون إنهاءه بأي شكل للعبور نهائياً من مرحلة المؤقت إلى الدائم، والخروج معه من دائرة التردد إلى بداية بناء تنهي تجاذبات طويلة لا تتوقف في كل المجالات.

ويعبر التونسيون إلى مرحلة جديدة من حياتهم بإجراء الانتخابات المحلية نهاية الأسبوع بعد أن كان عناصر الشرطة والجيش أدلوا بأصواتهم يوم الأحد وسط إجراءات أمنية مشددة للغاية بسبب المخاوف التي قد تترصدهم من التهديدات الإرهابية التي تراجعت كثيرا ولكنها لم تنته.
وسيكون الأحد المقبل 6 مايو/أيار لحظة مهمة في حياة التونسيين، وسيكون هذا الأسبوع الذي يقود إليها حاسماً بالنسبة للأحزاب والمستقلين الذين يراهنون بقوة للفوز بالمقاعد في البلديات، ما يعكس بالنسبة إليهم مدى شعبيتهم وحقيقة وجودهم في الشوارع والأزقة، استعداداً لانتخابات 2019، التي ينتظرها الجميع وأصبحت تحدد منذ الآن شكل تحركاتهم وطبيعة برامجهم.
ويأمل كثر من التونسيين أن يمر هذا الأسبوع على خير وبدون اضطرابات أو خلافات كبيرة، حتى تكون هذه الانتخابات نجاحاً جديداً يُضاف إلى بقية نجاحاتهم ويؤكدوا نهائياً أنهم تدربوا على الانتخابات والديمقراطية وقداسة الصندوق وصوت الناس بدون وصاية، خصوصا أنهم أنهوا، برغم كل خلافاتهم، مجلة الجماعات المحلية (قانون الحكم المحلي) قبل الانتخابات وكذّبوا كل التوقعات بفشلهم في ذلك، واضعين نموذجاً جديداً للحكم سيغير طبيعة القرار السياسي في البلاد وسيقحم الأطراف في سلطة المركز واتخاذ القرار، وهي لحظة قد لا يعيرها كثيرون الأهمية اللازمة اليوم لكنها ستبيّن أنها كانت نقلة نوعية في الحياة العربية عموماً.
لكن أهمية هذا الأسبوع لا تتعلق بالانتخابات فقط، فبعد أن انتهت أزمة التعليم التي سادت كل هذا العام العصيب وشكلت عبئاً حقيقياً على العائلات والتلاميذ، ستكون الحكومة في مواجهة اتخاد الشغل من جديد، وسيرى الجميع إن كانت قادرة على الإيفاء بجزء من التزاماتها، وسط توقعات بأن تكون المفاوضات صعبة على الجميع وقد تؤدي الى أزمة جديدة وكبيرة بسبب نقص الموارد من جهة وارتفاع سقف المطالب من جهة أخرى، لكن يبدو أن الحكومة لا تملك شيئاً مهماً لتقديمه.

دلالات