أزمة كهرباء ومياه حادة في غزة

06 اغسطس 2014
أزمة مياه في القطاع (غزة/عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

عادت آلاف العائلات الغزية صباح أمس الثلاثاء، إلى ما تبقى من منازلها في الشجاعية وعبسان وخزاعة، وجلست على ما تبقى من بيوتها التي أضحى معظمها ركاماً، بينما تعرضت أخرى إلى دمار جزئي.

لكن غزة بأكملها، تعيش اليوم على وقع أزمة في الكهرباء والمياه، بينما أصبح رجالها ونساؤها بلا عمل ومصدر رزق، يعيد إليهم بعضاً من أمل لإعادة إعمار ما دمر، إلى ما كان عليه قبل نحو شهر.

وأشارت إحصائية رسمية، صادرة عن وزارة الأشغال العامة في غزة، إلى أن حصيلة المنازل التي دمرها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بلغ 757 منزلاً بشكل كامل، وأكثر من أربعة آلاف منزل بشكل جزئي.

تعهدات بإعادة الإعمار
وفي تقرير للأونروا، فإن أكثر من عشرة آلاف أسرة فقدت منازلها، بسبب تدميرها بشكل جزئي أو كامل خلال فترة العدوان على القطاع، بينما تعهدت حكومة التوافق الوطني بإعادة بناء المنازل المدمرة.

وجدد رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله، من أيام، تأكيده على عزم حكومته توفير مولدات كهرباء عائمة على ظهر سفن، تمد القطاع بحاجته من الكهرباء، إلى حين إصلاح محطة التوليد التي سيستغرق إصلاحها عاماً كاملاً بحسب القائمين عليها.

وأبدت دول عربية وأجنبية عدة، وفق مصدر خاص في سلطة الطاقة، خلال حديث مع "العربي الجديد"، استعدادها لتوفير المولدات على ظهر سفن، لكن الأمر الوحيد الذي يشكل عائقاً لذلك هو موافقة الجانب الإسرائيلي على رسو السفن قبالة سواحل غزة.

ويتم توفير الطاقة الكهربائية في الوقت الحالي لسكان القطاع (باستثناء رفح وخانيونس)، بمعدل ساعتين يومياً، بسبب تدمير البنية التحتية لشبكة الكهرباء، ومحطة التوليد، ويتم قطعها لبقية اليوم.

وحتى قبل العملية العسكرية على القطاع، كان الاحتلال يزود قطاع غزة بنحو 120 ميجاواط من الكهرباء، بينما تقوم مصر بضخ نحو 27 ميجاواط، فيما تولد محطة توليد غزة قرابة 80 ميجاواط، ليبلغ الإجمالي نحو 220 ميجاواط، والتي تشكل قرابة 55 في المائة فقط من حاجة القطاع من الطاقة البالغة قرابة 400 ميجاواط.

محاولة السيطرة على المياه
أما المياه، فإن غزة تعاني أوضاعا كارثية جراء العدوان الإسرائيلي، والذي أدى إلى انخفاض شديد في إنتاج المياه إلى ثلث الكمية التي يتم إنتاجها في الظروف الطبيعية، وإلى تسرب المياه العادمة إلى البحر والشوارع.

وقالت سلطة المياه أمس الثلاثاء، إن إعلان الاحتلال الإسرائيلي إقامة شريط أمني شمال وشرق القطاع بعمق ثلاثة كيلومترات، وبما يمثل 36 في المائة من مساحة غزة، تضم ما يقارب من نصف مصادر المياه من الآبار وتهدد تشغيلها، حيث إن نصف الآبار في قطاع غزة تقع في تلك المنطقة.

ودمر الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه محطة تحلية مياه الخزان الجوفي، والخط الناقل الذي يغذي ويزود محطة تحلية مياه البحر الرئيسية، ودمر أربع آبار مياه جوفية تدميرا كاملاً، وخمسة خزانات مياه رئيسية، ومولدات لخمس آبار، وخطوطا رئيسية ناقلة آبار، وخطوطا ناقلة رئيسية.

على الرغم من ارتفاع نسبة البطالة في القطاع قبل بدء العدوان، والتي بلغت وقتها 39 في المائة، إلا أن تقديرات لوزارة العمل في القطاع، أشارت إلى أن معدلات بطالة تجاوزت 55 في المائة، بارتفاع بلغ 16 في المائة خلال شهر واحد.

وكان اقتصاديون قد صرحوا لـ"العربي الجديد"، إن خسائر كبيرة ستظهر بعد انتهاء العدوان، وهي خسائر مرتبطة بنسب البطالة، وتوقف الغزيين عن العمل لمدة شهر كامل، مما أدى إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي.

المساهمون