أزمة البطالة في فلسطين تحاصر المتعلمين

15 يوليو 2018
محدودية خيارات العمل أمام الخريجين (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
شرعت الجامعات الفلسطينية، بحملات دعائية لاستقطاب أكبر عدد من الطلبة الجدد، بعد إعلان نتائج امتحان الثانوية العامة، وسط تراجع في حماس الناجحين وذويهم في الالتحاق بالتعليم الأكاديمي التقليدي مع استفحال بطالة الخريجين في فلسطين

وتعد البطالة واحدة من أكبر التحديات في المجتمع الفلسطيني، وتسجل بحسب بيانات جهاز الإحصاء الفلسطيني 25% من القوى العاملة  في الضفة الغربية وقطاع غزة، وترتفع في صفوف الفئة العمرية من 20 - 24 عاما (الخريجين الجدد) إلى 41%، وهو ما يشير إلى فجوة عميقة من مخرجات التعليم العالي وسوق  العمل.

وبلغ عدد المتقدمين لامتحان الثانوية العامة في السنة الدراسية المنصرمة، 72 ألف طالب وطالبة، نجح منهم 48 ألفا، وبلغت نسبة النجاح 66.6%.

وتقول عميدة كلية العلوم التربوية في جامعة النجاح الوطنية سائدة عفونة، إن واقع بطالة الخريجين، جعل الكثير من الذكور الناجحين في الثانوية العامة يعزفون عن الدراسة الجامعية، "إذ تصل نسبة الإناث في كليات العلوم الإنسانية والتربية في الجامعات الفلسطينية الكبيرة إلى 70%".

ويبلغ عدد الطلبة الملتحقين بالجامعات في الضفة الغربية وقطاع غزة 250 ألفا، يتخرج منهم في كل عام قرابة 40 ألفا، بينما تفيد التقديرات بأن السوق الفلسطيني لا ينتج أكثر من 8 آلاف فرصة عمل سنوياً، وهو ما يضطر عشرات الآلاف إلى العمل في غير تخصصاتهم، أو محاولة البحث عن فرصة عمل في دول عربية وأجنية أخرى، بينما يبقى آخرون عاما بعد آخر مدرجين على سلم البطالة ينتظرون وظيفة تبدو بعيدة المنال.

ومن بين 48 ألف طالب وطالبة نجحوا في الثانوية العامة، كان هناك 15 ألفا حصلوا على معدلات تتراوح ما بين 90% و99.7%.

ويقول وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني صبري صيدم، في حديث مع "العربي الجديد" إن وزارته أوقفت ترخيص البرامج الأكاديمية المكررة في الجامعات، لمنع مزيد من بطالة الخريجين، لافتا إلى أن هناك نقاشا مفتوحا في مجلس التعليم العالي الفلسطيني الذي يضم الحكومة والجامعات والخبراء الأكاديميين والاقتصاديين لاستحداث برامج مستجدة ونوعية، والاتجاه نحو تخصصات مرتبطة بسوق العمل.

لكن الخبير الاقتصادي نصر عبد الكريم أكد لـ "العربي الجديد" أن بطالة الخريجين مرتبطة بضعف قدرة سوق العمل الفلسطيني على خلق الوظائف، وليس بمخرجات التعليم الجامعي، "فالأزمة في الطلب على العمالة، وليس في العرض، لأن الاقتصاد الفلسطيني محاصر ومعزول وممزق".
المساهمون