أزمة الأهلي المصري... الجماهير غاضبة بعد خسارة اللقب الأفريقي

10 نوفمبر 2018
جماهير الأهلي في حالة غضب كبيرة (Getty)
+ الخط -
هل تنهار دولة الكرة في فريق الأهلي المصري؟ سؤال بات مخيفا للغاية يطرح نفسه بقوة حالياً في الشارع الأهلاوي والكروي، مع تصاعد حدة الغضب الجماهيري في أعقاب خسارة لقب بطل دوري أبطال أفريقيا بعد السقوط أمام الترجي التونسي (3 – 1)، لتكون المرة الثانية على التوالي التي يفقد فيها اللقب في الدور النهائي بعد أن فقد لقب النسخة الماضية أمام الوداد البيضاوي المغربي.

وبالرغم من إعلان المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون رغبته في الرحيل، إلا أن بركان الغضب بين جماهير النادي الأهلي انفجر على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في الساعات الأخيرة تحت وسم "أفريقيا يا أبطال" وأيضا هاشتاغ "الأهلي والترجي" وغيرهما من "الأوسمة" المنتشرة التي تهاجم محمود الخطيب ومجلس إدارة النادي وتدعو لإجراء ثورة شاملة في فريق الكرة خلال الميركاتو الشتوي في يناير/كانون الثاني المقبل.

وكتب مغرد: "الأهلي في حاجة إلى ثورة شاملة. مدرب جديد وجهاز طبي جديد ولاعبين جدد. تعلموا من صالح سليم".

وكتب مغرد آخر: "اللي بيحصل دلوقت زي اللي حصل أيام فيريرا العجلاتي في 2004 رجعوا مانويل جوزيه". وكتب ثالث: "الأهلي بلا قائد أو شخصية، بيبو بخيل جداً"، وكتب مغرد رابع: "المجلس بخيل ولم يقدم أي صفقة حقيقية سوبر للنادي الخطيب المسؤول"، وكتب خامس: "الأهلي مع الخطيب بلا روح".

في الوقت نفسه تسببت تغريدة النجم وأسطورة الفريق سابقاً محمد أبوتريكة نجم الكرة الشهير وأحد رموز الأهلي عبر تاريخه، التي ألقي فيها الضوء على أخطاء داخل القلعة الحمراء، بإشعال الغضب لدى الجماهير التي أيدت ما كتبه أبوتريكة.

ويعيش النادي الأهلي حالياً في ورطة كبيرة بعد الخسارة المدوية أمام الترجي التونسي، بعدما فقد لقباً قارياً مهماً، إلى جانب جائزة ضخمة كانت تصل إلى 3 ملايين و500 ألف دولار "أكثر من 50 مليون جنيه"، بخلاف 25 مليونا تخص إعلانات إضافية في عقد الرعاية والتأهل إلى بطولة كأس العالم للأندية وظهور تردٍ واضح في الفريق.

ودفع الأهلي في "رادس" ثمناً لسلسلة من الأخطاء التي ارتكبها المجلس منذ انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني/ 2017، أولها عدم تدعيم صفوف فريق الكرة بنجوم سوبر والاكتفاء بصرف قرابة 100 مليون جنيه في عام واحد على لاعبين صغار السن ومغمورين مثل صلاح محسن ومحمود الجزار ومحمد فخري وعمار حمدي وأحمد علاء الدين ومصطفى البدري ويوسف الجبالي.

أما الأمر الثاني فهو عدم الاحتفاظ بالنجم الأهم في تشكيلة الفريق وهو عبدالله السعيد، الذي تم بيعه لأهلي جدّة السعودي، بسبب توقيعه للزمالك رغم الاتفاق مع اللاعب على التوقيع للأهلي ودعمه في أزمة عقده مع الزمالك، وعدم توفير بديل جيد له، وثالثها الإخفاق في استقدام مدير فني أجنبي عالمي. كما وعد الخطيب قبل فترة والتعاقد مع باتريس كارتيرون المدير الفني صاحب النتائج السيئة مع وادي دجلة والنصر السعودي وفينكس الأميركي، في آخر 3 سنوات له في مجال التدريب والذي لا تتناسب شخصيته مع لاعبي الأهلي بشكل لافت للنظر.

وفي الوقت نفسه، فشل مجلس إدارة النادي الأهلي في توفير الحماية لفريق الكرة بشكل لافت للنظر في بطولة دوري أبطال أفريقيا والتي نال فيها الأهلي سلسلة من العقوبات لم تحدث في تاريخ مشاركاته، وعلى رأسها إيقاف المغربي وليد أزارو مهاجم الفريق مباراتين بعد لقاء الترجي في برج العرب عبر فيديو "ليس له علاقة بالمباراة أو تقرير الحكم الجزائري مهدي عبيد".

وكذلك إيقاف شريف اكرامي حارس المرمي لمباراتين، بسبب واقعة لم يشاهدها أحد أيضا ونفاها الحارس وتوقيع عقوبة الإيقاف مباراتين على الجماهير أيضاً، وكذلك الكثير من الغرامات المالية دون أن يتحرك المجلس لحفظ حقوقه بالتعاون مع اتحاد كرة القدم ورئيسه هاني أبوريدة في أكثر من واقعة ضد الأهلي ساهمت في قتل الفريق نفسياً ومعنوياً.

كما تسببت المنظومة الإعلامية بالنادي الأهلي في إسقاط فريق الكرة نفسيا قبل اللقاء، عندما تحدثت عن تدبير سري للكاف لإفساد الكأس على الأهلي ونقلها إلى رادس وهو أمر من صنع خيال كبار العاملين في المنظومة ممن سلطوا الضوء على حكم فاسد وهو تيسيما الإثيوبي الذي أدار جولة الإياب في رادس دون ارتكاب أي خطأ داخل أرضية الملعب.

وبات الأهلي في حاجة إلى بناء فريق جديد في يناير/ كانون الثاني/ المقبل عند فتح باب الانتقالات الشتوية، واستقدام ما لا يقل عن 8 صفقات سوبر لتدعيم الدفاع والوسط المهلهلين تماما بلاعبين تنقصهم الخبرات وقوة الشخصية والمهارات الفردية وعانى معهم الأهلي في سبيل الوصول إلى النهائي قبل الخسارة (4 – 3) أمام الترجي في مجموع المباراتين.

المساهمون