وشهدت موسكو، اليوم، افتتاح المسجد الجامع بعد عملية ترميم وتوسيع شاملة دامت عشر سنوات، ليصبح أكبر مسجد في أوروبا. وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قد أكد، في وقت سابق، أن أردوغان سيقوم بمناقشة أمر الدعم العسكري الروسي المتزايد للنظام السوري خلال زيارته، قائلا: "إن ما يتم فعله خطير، ونحن نراقب الوضع بقلق عال".
وأكد أردوغان، في كلمة ألقاها خلال افتتاح المسجد، أن حل أزمة اللاجئين الحالية ليس عبر إغلاق الحدود في وجوههم، أو تركهم يموتون في البحار، وإنما عبر تحويل بلادهم إلى أماكن يمكنهم العيش فيها بأمان، مضيفاً: "إن الضمير الإنساني، والإنسانية نفسها هي من مات وظُلم وتضرر في البحر المتوسط، وبحر إيجه".
وتطرق أردوغان إلى الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة للمسجد الأقصى، وقال إن الممارسات العنصرية الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، وانتهاكها قدسية المسجد الأقصى في القدس تتجه بالمنطقة إلى منحى خطير، مضيفاً أن على الإنسانية بأسرها أن تخجل من المشاهد الحزينة للفارين من مناطق كسورية والعراق ومصر وليبيا واليمن إلى حدود أوروبا.
من جانبه، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الثلاثاء، المجتمع الدولي لتوفير الحماية للأماكن المقدسة المسيحية منها والإسلامية في القدس، وضمان حرية العبادة، وفق ما كان سائداً قبل الاحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1967، وخاصة في المسجد الأقصى.
وقال عباس في كلمة له خلال افتتاح مسجد موسكو الكبير، ونقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن "المسجد الأقصى المبارك هو حق إسلامي خالص، ومن حق كل المسلمين الوصول إليه وأداء شعائر العبادة في رحابه".
ورفض الرئيس الفلسطيني الإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى إعاقة وصول المسلمين إلى المسجد الأقصى، ومنعهم من أداء شعائرهم فيه بحرية، مؤكداً أن استمرار الاعتداءات بحق القدس والأقصى، لا يمكن أن تخدم السلام والتعايش والتسامح بين الأديان والشعوب، ويعطي ذريعة إضافية للمتطرفين في أنحاء العالم، الذين يستخدمون الأديان في إرهابهم وعدوانهم على الإنسانية.
وقال عباس: "تتابعون ولا شك ما يقع في العالم أجمع من إرهاب وعنف باسم الأديان، وبالذات ما يقع هذه الأيام من عدوان ممنهج على المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، في القدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين".
كما أشاد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بدور المسلمين والقيادات المسلمة في تعزيز الوفاق بين القوميات والأديان، وإسهامهم في مكافحة التطرف الديني.
وقال الرئيس الروسي إن "الإسلام من الديانات الأساسية في روسيا، وإن القيم الإسلامية جزء لا يتجزأ من القيم الحضارية. وسيسمح بناء هذا المسجد الكبير، للمسلمين والديانات الأخرى، للقيام بالأعمال الخيّرة".
وأضاف بوتين خلال كلمته: "نرى ما يحدث في الشرق الأوسط، حيث يشوّه إرهابيو ما يسمى "الدولة الإسلامية" (داعش) صورة الديانة العالمية العظمى، الإسلام، ويزرعون الكراهية، ويقتلون الناس، بمن فيهم رجال الدين، ويدمرون آثار الثقافة العالمية بطريقة همجية"، موضحاً أن "أيديولوجيتهم مبنية على الكذب والتحريف الصريح للإسلام. يحاولون تجنيد عناصر في بلادنا. القيادات المسلمة في روسيا تواجه الدعاية المتطرفة برجولة وشجاعة".
وتولّت إنشاء المسجد المركزي في موسكو الإدارة الدينية في روسيا، كما قامت رئاسة الشؤون الدينية، ووقف الديانة التركيين، بعملية تصميمه الداخلي على الطراز العثماني الكلاسيكي.
وذكر بيان لوقف الديانة، أن الوقف تولّى التصميم الداخلي والأشغال الفنية الدقيقة لمسجد موسكو المركزي، وأهدى إلى مسلمي روسيا منبر ومحراب الجامع وثريّاته، بالإضافة إلى لوحات الخط العربي، المخطوطة على الطراز العثماني الكلاسيكي العائد للقرنين الـ16 والـ17 الميلاديين. وأضاف البيان أن الوقف تولى كذلك نسج سجادات الجامع وفقاً لتصاميم خاصة، وصناعة أبوابه بتصميم يتناسب مع جوّه الروحاني، إذ ستبلغ الطاقة الاستيعابية للمسجد حوالي 15 ألف مُصلٍ.
اقرأ أيضا عباس للغرب: مفاوضات السلام وإلا انتفاضة لا أريدها