لجأ ناشطون سوريون وعرب إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نعوا بلبل
الثورة السورية وحارسها،
عبد الباسط الساروت، الذي فارق الحياة، اليوم السبت، في أحد المشافي التركية، متأثراً بإصابته في معارك إدلب-حماة.
وكان "جيش العزة" التابع لـ "الجيش السوري الحرّ" أعلن أن القيادي عبد الباسط الساروت، تعرّض لثلاث إصابات في القدم واليد والأمعاء، وخضع لعملية جراحية، يوم الجمعة. وكان الساروت قد أمضى فترة في تركيا، قبل أن يعود إلى الشمال السوري ويعلن انضمام اللواء الذي يقوده "حمص العدية" إلى "جيش العزة"، ويتسلّم قيادة "كتيبة شهداء البياضة" فيه.
والساروت المنحدر من حي البياضة في مدينة حمص، هو حارس "نادي الكرامة" السوري سابقاً، ومنشد الثورة السورية الذي غنى وشارك في التظاهرات، مطالباً بالحرية للشعب السوري، ورافعاً الصوت ضد الخائن الذي يقتل شعبه. مسيرة الساروت من حارس مرمى إلى منشد إلى مقاتل لخصت، وفق ما رأى كثيرون، مسيرة الثورة السورية التي تلاحقها الخيبات والطعنات.
الكاتب والصحافي اللبناني وسام سعادة قال إن الساروت كان "رومانسياً، غيفارياً، عندليبياً، فوتبولياً، جهادياً. كان الأقرب، بتناقضاته، إلى فكرة الحرية، من أي سوري آخر، من أي عربي آخر. كان، بكل الثقوب فيها، أسطورة. كان دونكيشوت الثورة السورية".
وكتب الصحافي والكاتب زياد ماجد: "عبد الباسط الساروت هو أصدق تعبير عن الثورة السورية وتعرّجاتها ومآلاتها. من متظاهر ومنشد سلمي يطلب الكرامة والحرّية، إلى مقاتل دفاعاً عن حمص العدية، وقائد لكتيبة شهداء البياضة التي استشهد معظم شبّانها وهم يحاولون فكّ الحصار عن مدينتهم، إلى مواكب لتحوّلات الهويّات القتالية والمقترب لفترة من التطرف وراياته السوداء، ثم المبتعد عنها والعائد إلى ريف حماه الشمالي لقتال الحثالة الأسدية وحلفائها، وصولاً اليوم إلى استشهاده، مثّل حارس المرمى السابق، "الجدع" الشهم صاحب البحّة الشجية، ثورته في كامل المنعطفات والهنّات والنهايات التراجيدية. لروحه الرحمة والسلام، ولذكراه المجد والخلود".
وكتبت الكاتبة والصحافية السورية غالية قباني: "رحل #عبدالباسط_ساروت. نموذج المواطن الذي يحوّله نظام استبدادي من حارس مرمى في نادي الكرامة إلى منشد في تظاهرات #حمص 2011 السلمية، إلى مقاتل رفع السلاح في وجه القتل الممنهج من قصف وغارات. الرحمة على روحك يا ابن #سوريا".
وقال الصحافي السوري إبراهيم الجبين: "الشهيد عبد الباسط الساروت وحتى آخر لحظة من عمره ظل مؤمنا بأنها ثورة منتصرة. وهي لن تهدأ حتى تنتصر ويعلو صوت الساروت من جديد من كل المدن السورية الحرة".
ونعاه الناشط عمر الحريري: "الجميع ينعى الساروت رغم أن معظمنا لم يجتمع به أبدا.. لكننا ننعاه ونشعر بمرارة الفقد، لأنه اختصر الثورة وقصصنا جميعا بحياته. الثورة التي بدأت سلمية وبالأناشيد والتظاهرات، ثم بدأت تفقد الأخ يليه الأخ يليه الصديق والجار، لتجد نفسها فجأة محاصرة محرومة من رغيف الخبز، ليس أمامها من طريق إلا حمل السلاح لإطعام الجائعين، الثورة التي هجّروها من مكان إلى آخر واتهموها بالدعشنة تارة وبالتطرف تارة من أجل أن يقتلوها، الثورة التي رفضت مغادرة سورية وتشبثت بإدلب كما يتشبث بها الملايين اليوم، الثورة التي اختارت الشهادة أخيرا لتؤكد صدق ما خرجت به منذ اليوم الأول... هذه قصة الثورة والساروت. لذلك يشعر الجميع بمرارة الفقد اليوم".
وغرّد الكاتب مهنا الحبيل: "هناك من ترثيه الثورات، وهناك من هو رثاء الثورة. إلى جنات النعيم يا حارس الثورة الأمين".
وكتب مقدّم البرامج في "التلفزيون العربي" وائل تميمي: "قصة #عبد_الباسط_الساروت تشبه قصة الثورة السورية في تحولاتها وانكساراتها ونهاياتها الحزينة. كان بوسع حارس المرمى أن يفعل مثل كثيرين من رفاقه غير عابئين بقضية شعبهم، لكنه آثر الانحياز، بل الانتماء الكلي إلى حلم السوريين... الحلم الذي أورده الشهادة على أرضٍ دفع كل ما يملك في سبيل حريتها".