أبراج الكويت تختصر للزائرين قصّة تطوّرها إلى مركز سياحي

26 يوليو 2018
ثلاثة أبراج تختصر لزائر الكويت قصة تطوّرها (Getty)
+ الخط -

تعتبر الكويت واحدة من أجمل دول الخليج العربي التي تزخر بمعالم تاريخية وسياحية تؤهلها لتحتل مكانة متقدمة ضمن أجمل البلدان السياحية في المنطقة وفي العالم، وتشمل أيقونة الخليج مناطق جذب سياحية عديدة، من أشهرها أبراج الكويت التي أصبحت رمزاً تاريخياً وسياحياً لها.

ويختصر المعلم السياحي "أبراج الكويت"، الأكثر شهرة في المنطقة، لزائر الكويت قصة تطورها من مدينة صغيرة إلى مركز جاذب للاستثمار والسياحة، من خلال ثلاثة أبراج عملاقة تكشف معالم الكويت من ارتفاع 187 متراً.

فالمعلم السياحي يعدّ من أهم المعالم السياحية والترفيهية في المدينة، وافتُتح رسمياً عام 1979، ويمكن لزوار الأبراج تناول الطعام والشراب في أعلى البرج الرئيسي.

وتقع أبراج الكويت مقابل قصر دسمان في منطقة شرق بالعاصمة الكويت على شاطئ الخليج العربي، وقد أنشئت لتكون رمزاً لنهضة البلاد العمرانية والاقتصادية التي واكبت بناءها.




وبدأت  فكرة إقامة أبراج الكويت عام 1963، لكنها توقفت، ثم عادت إلى الظهور عام 1968، وقد تولت التصاميم الفنية لهذه الأبراج شركة سويدية، لكن إنشاءها أسند إلى شركة يوغسلافية باشرته عام 1975، وافتتحت الأبراج رسمياً يوم 1 مارس/ آذار 1979.

يصل عدد الأطباق الصينية المصنوعة من الحديد المطلي بثمانية ألوان مختلفة إلى نحو 55 ألف طبق، وتكسو هذه الأطباق كرات الأبراج بألوان متناغمة مع لون السماء والبحر. وتنقسم أبراج الكويت إلى ثلاثة معالم رئيسية هي: البرج الرئيسي، والبرج الأوسط، والبرج الأصغر.

تتدرج الأبراج الثلاثة في ارتفاعها من 113 متراً لبرج الإضاءة (الأصغر) إلى 147 متراً لبرج تخزين المياه (الأوسط) إلى 187 متراً للبرج الرئيسي. ويصل طول قطر كل منها عند الأرض (على التوالي) إلى 8 أمتار و12 متراً و20 متراً.

ويوجد في الطابق الأرضي من البرج الرئيسي قسم للطلبات الخارجية، وقاعة للتدريب مخصصة لاستقبال الشخصيات المهمة واستضافة الاجتماعات والدورات التدريبية.

ويحتوي البرج الرئيسي على كرتين: الأولى تتوسطه على ارتفاع 82 متراً عن سطح البحر، وتوجد فيها مراكز خدمات مثل "مطعم الأفق" الذي يعتبر من أشهر المطاعم إطلالة على الخليج العربي.

كذلك توجد فيها "قاعة دسمان" لإقامة المناسبات والحفلات الخاصة، و"مقهى الواحة" و"مطعم اللوكافيه" الذي يعطي إطلالة من ارتفاع 79 متراً على وسط مدينة الكويت، ويقدم للشركات والمؤسسات خدمة عقد الدورات التدريبية داخل قاعاته المجهزة بأحدث الوسائل العلمية.

أما الكرة الثانية فهي "الكرة الكاشفة"، وتتضمن جزأين: الجزء الأول ثابت ويبلغ ارتفاعه 120 متراً، والجزء الثاني متحرك ويقع على ارتفاع 123 متراً.

ويقوم الجزء الثاني من "الكرة الكاشفة" بدورة كاملة كل نصف ساعة، وهو مجهز بتليسكوب لمشاهدة معالم الكويت كافة في المنطقة المحيطة بالأبراج، ويوجد في هذا الجزء محل للهدايا وكافتيريا لتقديم الوجبات السريعة والمشروبات. كذلك يحتوي البرج الرئيسي على مصعدين سريعين لنقل الزوار من الأرض إلى "الكرة الكاشفة" خلال 35 ثانية.

أما البرج الأوسط فهو عبارة عن خزان للمياه يتسع لمليون غالون مكعب، بينما يخصص البرج الأصغر لإنارة البرجين الآخرين عن طريق كشافات قوية مثبتة فيه يصل عددها إلى نحو مائة كشاف.

جوائز مميزة

فازت الأبراج في عام 1980 بجائزة أغا خان للعمارة الإسلامية، وقالت لجنة الجائزة إن بناء هذه الأبراج يعدّ محاولة لدمج التقنيات الحديثة والقيم الجمالية والاحتياجات الوظيفية والخدمات الاجتماعية في منشأة واحدة.



تدمير وترميم

تعرضت أبراج الكويت الثلاثة لأضرار "جسيمة"، إثر الغزو العراقي لدولة الكويت في الثاني من أغسطس/ آب 1990، وبلغت نسبة الدمار الذي لحق بالأبراج 70%، بحسب مصادر كويتية رسمية. وشمل الدمار إتلاف الأجهزة الفنية والمعدات وكسر الزجاج وإحراق بعض الأدوار وقطع الكابلات الكهربائية، وقدرت تكلفة هذه الخسائر بمليونيْ دينار كويتي.

وبعد إخراج القوات العراقية من الكويت شكلت شركة المشروعات السياحية المشرفة على الأبراج لجنة لتقييم الأضرار وإعادة المرافق إلى سابق عهدها، وأعيد التيار الكهربائي إليها بعد تصليح وصيانة المحطات الكهربائية وشبكة المياه، وقد استغرقت جهود إعادة الإعمار قرابة عامين.

وشملت عمليات الإصلاح صبغ الأبراج من الخارج وإعادة ترميمها من الداخل، وتبديل الأثاث والديكور وزراعة الحدائق، وتوفير الأجهزة والمعدات ولوازم مطاعم الأبراج الثلاثة. وفي 26 ديسمبر/ كانون الأول 1992 افتتحت أبراج الكويت مجدداً أمام زوارها.

وإضافة إلى تلك الأبراج الثلاثة، يوجد وسط مدينة الكويت "برج التحرير"، وهو برج للاتصالات افتتح رسمياً عام 1996، ويشغل مساحة تبلغ 21 ألف متر مربع، ويرتفع 372 متراً، ويعد من بين أعلى الأبراج في العالم.

المساهمون