آل جارو.. رحيل من دون جاز

13 فبراير 2017
(آل جارو)
+ الخط -

عن 76 عاماً، رحل أمس آل جارو (1940-2017)، المغني الذي باع ملايين التسجيلات وحصل على سلسلة من جوائز "غرامي" عن أعماله سواء أكانت البوب أو الريتم والبلوز أو الجاز الذي بدأ معه مشواره الموسيقي.

جاءت وفاته قبيل جولة حفلات كان ينوي القيام بها في أميركا، واضطر إلى إلغائها والدخول إلى المستشفى.

ليست سيرة آل جارو السيرة العادية لمغنٍ بدأ وهو شاب، فصاحب "الكل يطير إلى وطنه"، درَس علم النفس وكان يعمل مستشاراً نفسياً لذوي الاحتياجات الخاصة، ولم يبدأ الغناء بشكل حقيقي إلا في سن الثلاثين، لكنه عوّض هذا التأخّر النسبي بنجاح سريع ونجومية حقّقها في سنوات قليلة بينما يكافح من أجلها مغنون آخرون لعقود.

السبب في ذلك هو طبيعة صوته المختلفة وطريقته المغايرة في الغناء والتي لم تتّبع الموضة السائدة وقت ظهوره، لا سيما وقد حصل على أفضل تعليقات النقّاد الموسيقيين على براعته في الارتجال وطاقته على ابتكار تنغيمات رائعة بصوته على المسرح.

ورغم نجاحه الكبير في الجاز، انتقل آل جارو إلى غناء أشكال موسيقية أخرى وجرّب حظّه فيها، فغنّى البوب والسول والغوسبل واللاتيني والبلوز ودليل نجاحه فيها حصوله على ست جوائز غرامي أوّلها في 1978 وآخرها في 2007، وكانت عن ثلاثة أشكال موسيقية مختلفة وهي الجاز والبوب والريتم والبلوز (R&B).

هذا النجاح لم يمنع من توجيه انتقاد بعينه إليه ظلّ يلاحقه من حفل إلى آخر، فرغم قدراته التقنية العالية كان ينقصه البعد العاطفي الذي صنع عظماء الجاز. كان موهبة صوتية كبيرة تفتقر إلى الشجن الضروري لغناء البلوز والجاز والذي يحفر عميقاً في من يسمعه.

من أشهر ألبوماته وأكثر نجاحاً "الانفصال" (1981) وتضمّن أغنية اعتبرت "ضربة" في وقتها وهي "نحن معاً في هذا الحب"، وكذلك ألبوم "الجنّة والأرض" (1992)، و"غداً واليوم" (2000) و"النظر إلى قوس قزح" (1977).

المساهمون