"يلا نبادر" لإيجاد عمل لفلسطينيي لبنان

09 ديسمبر 2018
انطلقت من مخيم نهر البارد (العربي الجديد)
+ الخط -
"يلا نبادر" لإيجاد مساحة عمل، مبادرة تهدف إلى خلق مساحة عمل للشباب الفلسطينيين، سواء كانوا منتسبين إلى فصائل فلسطينية أو مستقلّين، وتشجيعهم على المشاركة في صنع القرار. هذه المبادرة نشأت في مخيم نهر البارد (شمال لبنان) ضمن مشروع "أتراب" في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تعانيها المخيمات، ويهدف إلى تسيير المشاركة الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

محمد عبد الكريم الذي يعيش في مخيم نهر البارد، ويبلغ من العمر ستة وعشرين عاماً، هو مهندس لم يستطع إيجاد عمل في مجال تخصصه. يعمل ضمن مشروع أتراب ميسراً ومدرّباً في مخيم نهر البارد، ومنسّقاً لمبادرة "يلا نبادر" الشبابية. يقول: "مشروع أتراب مموّل من الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية. وتشرف على تنفيذه المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي، والهدف من هذا المشروع هو بناء قدرات الشباب الفلسطينيين. بدأنا العمل على بناء قدرات 22 شاباً وشابة. ومن خلالهم، تنقل التدريبات إلى مجموعات عمل في مخيّمات لبنان كلها، وتمويل مبادرة شبابية هدفها تأمين عمل للشباب".



يتابع أنّ "يلا نبادر" كانت ثمرة تدريب مدته ثمانية أشهر. من خلال هذه المبادرة، أشرك متطوعون من مختلف الفصائل الفلسطينية والمجموعات الشبابية المستقلة، وقد خضعوا لورشات عمل ودمجوا مع بعضهم بعضاً، ثم قسّموا إلى ثلاث مجموعات، على أن تتولى كل مجموعة تقديم فكرة وتنفيذها.




يضيف: "بعدها، شكّلت لجنة للتشاور مع المتطوّعين حول أفكار المبادرات، وتقديم الدعم لهم خلال تنفيذها، ضمت ممثلين عن الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والحراك الشعبي والملتقى الأدبي الثقافي والتيار الإصلاحي. ثمّ نفذت "يلا نبادر" ثلاث مبادرات شبابية. الأولى كانت عبارة عن جولة ضمت عدداً من الشباب الفلسطينيين واللبنانيين بين مخيم نهر البارد والجوار اللبناني في منطقة المحمرة (شمالي لبنان)، بهدف توطيد العلاقات الفلسطينية اللبنانية. وقد نفذنا العديد من الأنشطة الهادفة التي أدت إلى انضمام سبعة عشر شاباً وشابة من اللبنانيين إلى المبادرة، والمشاركة بأنشطتها".



أما المبادرة الثانية، فتمثلت في تنظيم لقاءات في أحياء المخيم مع الأهالي، وتسليط الضوء على المشاكل التي تعاني منها الأحياء من خلال القيام بأعمال فنية وإظهار الإبداع من خلال الغناء والرسم والشعر. هذه اللقاءات أدت إلى تنظيف الأحياء في مخيم نهر البارد بمشاركة الأهالي والشباب، والموهوبين في المخيم، وذلك من خلال الحملة التوعوية التي ركزت على أهمية نظافة النهر. وأشرك الشباب في صنع القرار من خلال التواصل مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لتأمين مكبات للنفايات. هذا التواصل وتأمين حاويات للنفايات ساهما في التخلص من أزمة انتشار الحشرات الضارة في أحياء منطقة البركسات في مخيم نهر البارد.

والمبادرة الثالثة هدفت إلى تعزيز النقاش البناء، والحوار الهادف بين الشباب. ونظمت لقاءات في مقاهي المخيم لتكون منصة للحوار والنقاش، ونظمت جلسات نقاش حول القانون الدولي، والمخدرات، وغيرها من المشاكل الناتجة بغالبيتها عن الأزمة الاقتصادية، إضافة إلى مشاركة الشباب في صنع القرار.




إضافة إلى المبادرات الثلاث، يقول عبد الكريم: "قمنا بحملة توعية حول كيفية التعامل مع المدمنين على المخدرات، بهدف التخلص من هذه الآفة التي تستشري اليوم في كل المجتمعات". ويوضح: "حالياً، تضم المبادرة خمسة وثلاثين شاباً وشابة من الجنسية الفلسطينية، وسبعة عشر شاباً وشابة من الجنسية اللبنانية، وثلاثة شباب من الجنسية السورية"، لافتاً إلى أن العدد إلى ازدياد. يتابع: "نسعى إلى الاستمرار في عملنا في إطار المبادرة، ونتطلع لرعاية نستحقها من ممثلي الشعب الفلسطيني، ودعم المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، إذ أن التحدي الأساسي يتمثل في تمويل هذه الأنشطة. ونسعى بشكل دائم إلى تأمين التمويل لأنشطتنا لأن عملنا في المخيمات الفلسطينية هو حاجة ملحة للشباب وللمخيمات. كما نعمل بشكل دائم إلى تشجيع المشاركين في المبادرة، من أجل الاستمرار في العمل للوصول إلى الهدف الذي نريده، وذلك من خلال تكريمهم وتنظيم احتفال لهم".
المساهمون