أكد القيادي والنائب عن "نداء تونس" علي الهرماسي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، "استقالته والنائبين فخر الدين شبشوب ونهى جلابي نهائياً من الحزب، احتجاجاً على تواصل إقصائهم"، وبذلك لم يعد للحزب أي تمثيل بالبرلمان، ما يعني خروجه من دائرة الأحزاب البرلمانية.
وجاءت استقالة نواب "نداء تونس" الثلاثة، مباشرة بعد اختتام أشغال المؤتمر الاستثنائي التوحيدي للحركة بمحافظة المنستير أمس الأحد، والذي انتهى إلى انتخاب قاسم مخلوف أميناً عاماً جديداً للحزب، وقرار طرد المدير التنفيذي للحزب ونجل الرئيس الراحل، حافظ قايد السبسي (في فرنسا)، وأمين عام الحزب ووزير العلاقة مع مجلس نواب الشعب، علي الحفصي.
وأوضح الهرماسي لـ"العربي الجديد"، أن "استقالتهم هي نتيجة ما يحدث في "نداء تونس" من صراعات ومشاكل"، مشيراً إلى أنه لم تتم دعوتهم أساساً للمشاركة في مؤتمر المنستير. وبيّن الهرماسي أن وضعية "نداء تونس" أصبحت غير مفهومة بالمرة، فهناك مجموعة تدعي بأن لديها الشرعية، ومجموعة أخرى تبحث عن افتكاك الشرعية، والجميع يدور في حلقة مفرغة.
انعكست عن المؤتمر "التوحيدي" للنداء، نتائج مخالفة لأهدافه وشعاراته القائمة على التجميع ورصّ الصفوف، وتوحيد العائلة وإعادة الاعتبار
وقال الهرماسي "قررنا الانسحاب من المشهد لأنه أصبح مقززاً بصراحة، ولا يخدم مصلحة البلاد، إضافة إلى انعدام التواصل معهم كنواب، لافتاً إلى رفضهم لأن يكونوا نواباً لحزب لمجرد الاسم، وملء الكراسي الشاغرة، مؤكداً "مواصلتهم العمل كمستقلين داخل "كتلة الإصلاح" بمجلس نواب الشعب (تتكون من 16 نائباً ويرأسها أمين عام مشروع تونس حسونة الناصفي) ".
ويبدو أنه انعكست عن المؤتمر "التوحيدي" للنداء، نتائج مخالفة لأهدافه وشعاراته القائمة على التجميع ورصّ الصفوف، وتوحيد العائلة وإعادة الاعتبار.
وبانسحاب نوابه جميعاً، سنة فقط بعد رحيل زعيمه المؤسس الباجي قايد السبسي في 25 يوليو/تموز 2019، يغادر "نداء تونس" دائرة القرار البرلماني ويخسر فرص إشراكه والمساهمة في المشهد السياسي في نظام برلماني معدّل، لا مكان فيه إلا للأحزاب البرلمانية.
ويرى مراقبون أن مغادرة "نداء تونس" للبرلمان بمثابة المسمار الأخير الذي دُقّ في نعش الحزب الحاكم في العهدة السابقة، حيث كان متصدراً للمشهد السياسي في 2014 بـ89 نائباً بالبرلمان، مهيمناً على رئاسة الجمهورية والبرلمان والحكومة طيلة 5 سنوات.
واختار 200 مؤتمر أمس الأحد، مخلوف أميناً عاماً، وكُلّف بتشكيل الديوان السياسي للحزب في ظرف أسبوعين، وبالاتصال ببعض الشخصيات الوطنية الندائية القديمة أو التي لم تنخرط في النداء، لمحاولة استقطابهم ومحاولة دعم صفوف حركة "نداء تونس"، بحسب ما ذكر قاسم مخلوف في تصريحات إعلامية.
كما انتخب المؤتمرون لجنة مركزية جديدة يترأسها الأمين العام، وفيها تمثيلية لكلّ الولايات، وانتخبوا المكتب السياسي الذي فيه تمثيلية عن كلّ ولاية، إذ إنّ كلّ المؤتمرين منتخبون باعتبار أنّه وقع تنظيم مؤتمرات محلية وجهوية.
وجرى خلال المؤتمر عرض التقريرين الأدبي والمالي، ومناقشتهما، والمصادقة عليهما، وعرض اللوائح والمصادقة عليها، وعرض تنقيحات للقانون الأساسي للنظام الداخلي والمصادقة عليها، من ذلك "منصب رئيس الحزب الذي تركناه مفتوحاً، إذ إن هناك شخصيات وطنية عدّة عبرت عن استعدادها للانضمام إلى حركة نداء تونس"، حسب قاسم مخلوف.