"مهرجان الفيلم العربي": المنعطف وقصص أخرى

تنطلق فعاليات "مهرجان الفيلم العربي" في عمّان بعد غدٍ الأحد وتتواصل حتى 25 من الشهر الجاري بمشاركة أفلام من الأردن ولبنان والمغرب وفلسطين والبحرين والعراق والإمارات.

المهرجان الذي تنظّمه "الهيئة الملكية للأفلام"، ينعقد للمرة السادسة، متيحاً المجال لحضور السينما التي يصنعها مخرجون من بلاد "مهمّشة" سينمائياً، إذا استثنينا لبنان وفلسطين، فقد راكمتا منجزاً معتبراً رغم صعوبة صناعة السينما في البلدين، لكن ذلك التوجّه، لا يبرّر أيضاً غياب دول مثل سورية ومصر كدول ناشطة سينمائياً.

ومع استعراض الأفلام المشاركة، يمكن ملاحظة غياب الحكايات الكبرى وحضور للحكايات الصغيرة التي تختصر كل تلك القصص الكبيرة. لا توجد أفلام ب "عتاد سينمائي" كبير، بل قصص صغيرة وبسيطة ومؤثّرة عن الرغبات الإنسانية والعجز عن تلبيتها، إذ يحول دونها الفقر أو الحرب أو العادات والتقاليد.

ومع "المنعطف" للمخرج الأردني رفقي عساف يفتتح المهرجان. ويبدو الفيلم الروائي الذي عُرض في عدّة مهرجانات مناسباً لرحلة أيام المهرجان، فحكايته تقوم على رحلة شاب شديد الانطواء يقرّر الخروج إلى العالم بشاحنة، ومن خلالها يلتقي بثلاث شخصيات بهويات مختلفة تشترك في كونها مأزومة.

يُعرض أيضاً فيلم "بالحلال" الذي يقتنص لحظات من الرغبات التي تعيشها ثلاث نساء يحاولن الالتزام بالقيم الاجتماعية، وفي الوقت نفسه البحث عن طريقة لملء حياتهن العاطفية والجنسية.

وربما يكون فيلم "مسافة ميل بحذائي" أكثر الأعمال المشاركة قوّة والذي برز اسمه واسم مخرجه المغربي سعيد خلاف في أكثر من تظاهرة سينمائية عالمية حصد فيها الجوائز. الفيلم أيضاً عن مراهق مشرّد يتعرض للاغتصاب أكثر من مرة في حياة الشارع التي يعيشها.

من فلسطين يحضر فيلمان، هما "الحب والسرقة ومشاكل أخرى" لمخرجه مؤيد عليان، و"قهوة لكل الأمم" لمخرجته وفاء جميل. الأوّل مصوّر بالأبيض والأسود ويروي قصة شاب فلسطيني يضطر إلى العمل في مستوطنة من مستوطنات الاحتلال، أما الثاني فيدور حول قصة لاجئ من 48 يترك بيته ويعيش في كهف، ثم يجعل منه مقهى.

من الأردن، يحضر أيضاً فيلم "المجلس" للمخرج يحيى عبدالله، وهو فيلم عن طفلين في مدرسة للأونوروا ومحاولتهما بناء شراكة اجتماعية لتغيير الواقع، وقد حاز جائزة "النسخة الأخيرة" في "مهرجان البندقية الدولي للأفلام" (2014).

الفيلم البحريني المشارك هو "الشجرة النائمة" للمخرج محمد بوعلي، وهو عن العيش مع إعاقة عقلية وفي عزلة تامة وبناء واقع أسطوري في الخيال. بينما يحضر "رسالة إلى الملك" من العراق للمخرج هشام زمان ويروي حكايات صغيرة عن اللاجئين العراقيين في النرويج. ومن الإمارات يشارك "ساير الجنة" وهو عن علاقة طفل يتيم بالعالم والبحث عن العاطفة فيه.

أما الاختتام فسيكون مع "فيلم كبير كتير" للمخرج اللبناني ميرجان بوشعيا، وهو يتناول الجريمة والعائلة والحياة عبر الحدود بين بلدين وعالمين وحياتين على الحافة بين الخير والشر.