لا تزال الحكاية الشفهية تُشكلّ مصدراً ثريّاً للدارسين، لما تمتلكه من قدرة على الارتحال بين الثقافات، وما تتضمنّه من إحالات فلسفية ودينية واجتماعية، وتعبيرها عن أفكار كبرى بسرد مبسّط يترك أثراً عميقاً لدى المتلقّي لا يُمحى من الذاكرة والوعي الجمعي.
تنطلق فعاليات الدورة الحادية عشر من "ملتقى حكايا" عند السادسة والنصف من مساء غدٍ الجمعة في الساحة الهاشمية وسط العاصمة الأردنية، وتتواصل حتى الرابع عشر من الشهر الجاري بتنظيم من "مسرح البلد" و"الملتقى التربوي العربي".
يتضمّن حفل الافتتاح عرضاً تُشارك فيه ثلاث حكواتيات من وتونس والجزائر والأردن؛ هن: أمال بوطبّة، ونعيمة محايلية، وسالي شلبي (شلبية الحكواتية)، واللواتي سيُقدّمن حكايات متنوّعة تراثية ومعاصرة. ويتنقل الملتقى هذا العام بين عدّة مدن وقرى أردنية في الشوبك، والبتراء، والطيبة، وإربد، والمفرق، والمخيبة الفوقا.
تكرّم الدورة الحالية القوّال المصري سيّد الضوي (1934- 2016) الذي سجّل السيرة الهلالية مع صديقه المقرّب الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي بنسخة توحّد الاختلافات عليها. كما قام بتوثيق "مربّعات ابن عروس"، حيث سيُعرض فيلم تسجيلي بعنوان "سيرة آخر الأبطال" للمخرجَين ساندرا جيري وأحمد عبد المحسن، يُوثّق حكاية الضوي ومحاولته نقل إرثه إلى حفيده رمضان.
كما تُقدَّم مسرحية "ميرمية" من إخراج ميرنا سخلة وإنتاج فرقة "مسرح الحارة" من فلسطين، والتي تتناول حكايات الهجرة الفلسطينية بأصوات أصحابها، وكذلك عرض كوريغرافي بعنوان "وجود وحدود"، يروي حكايات شخصية لثمانية شباب أردنيّين وسوريّين وفلسطينيّين من خلال الرقص.
من بين عروض الحكي المشاركة: "قصص عن الحيوانات" لـ ماجد صبرة، و"حكايات فيها إن" لـ أمال بوطبّة، و"الحكي والنهضة الثقافية" لـ جاك لينش، و"الورد اللي بينهن" لـ حنين طربيه وسحر خليفة، و"جرادة وعصفور" لـ فيصل العزّة، و"الطمع طاعون" لـ زكرياء زكي". كما تُقام ورشتان بعنوان "حرفة تركيب الرواية الشخصية"، و"قوّة النية" تقدّمها الحكواتية البريطانية سيتا براند.
يُذكر أن "حكايا" هي حركة تربط ما بين مؤسّسات وأفراد ومجموعات مختلفة تقول إنها "تؤمن بمركزية القصّة في النمو الصحي للأفراد والمجتمعات". ويحتفي المهرجان منذ أعوام بـ "فن الحكي" في المسرح، والفنون، وتشجيع القراءة والكتابة، وتشكيل الهوية والحوار بين الثقافات.