"قناة السويس والإمبراطورية العثمانية": قراءة فاروق بيليسي

02 مارس 2020
(رسم عن عملية حفر قناة السويس، القرن 19)
+ الخط -

تمثّل قناة السويس لحظة فارقة في التاريخ المعاصر، حيث أن موقعها الجغرافي جعل منها محوراً لعدد من الصراعات الجيوسياسية. كثيراً ما جرى التركيز على ذلك الصراع الفرنسي البريطاني، ولاحقاً إصرار مصر بعد "ثورة 1952" على استردادها، لكن قلّما جرت محاولة فهم مصاربات قوى عالمية أخرى لها.

"قناة السويس والإمبراطورية العثمانية" عنوان محاضرة يلقيها بداية من السادسة والنصف من مساء اليوم المؤرّخ التركي الفرنسي فاروق بيليسي في "المعهد الفرنسي للآثار الشرقية" في القاهرة.

بحسب بيان تقديم المحاضرة، فإن منطلق حديث بيليسي سيكون في فترة سابقة من نهاية حفر القناة تحديداً حين كانت فرنسا تحاول إقناع "الباب العالي" بأهمية وجود معبر يربط البحر المتوسط بالجزء الجنوبي من العالم، في وقت كان فيه الخلفاء العثمانيون يتوجّسون خيفة من تحوّل هذه القناة إلى وسيلة غزو، وهو ما تحقّق بأشكال متفوتة في وقت لاحق.

يضيء بيليسي أيضاً تمثّل الإمبراطورية العثمانية للقناة بغضّ النظر على المحيط الجيوسياسي حيث أنها اعتبرت حفر قناة تقطيعاً للوحدة الجغرافية للبلاد التي تحكمها، وقد كانت هذه المواقف سبباً في توخّي الفرنسيين لطرق إقناع أخرى من خلال الديون ومقايضة الأراضي وتهدئة الأقليات داخل المنطقة التي يحكمها العثمانيون.

يذكر أن بيليسي من مواليد 1948 وهو أستاذ التاريخ المعاصر في "معهد اللغات والحضارات الشرقية" في باريس. من أبرز مؤلفاته: "السياسة الفرنسية في البحر الأسود" (1992)، و"لويس الرابع عشر ومشروع غزو إسطنبول" (2004)، و"الحملة الفرنسية على مصر والعثمانيون" (2011)، كما أشرف على كتاب جماعي بعنوان "تركيا من ثورة إلى أخرى" (2013).

المساهمون