تنطلق غداً الجمعة في مدينة سليانة، جنوب العاصمة التونسية، المرحلة الخامسة من فعاليات الدورة الأولى من "أيام قرطاج الجهوية للفن المعاصر"، والتي تتواصل حتى الثاني من الشهر المقبل، بعد أن أُقيمت مراحله السابقة خلال الأشهر الثلاثة الماضية في مدن الحمّامات، والرديف، والقيروان، وقرقنة.
يُشارك في التظاهرة 33 فنّاناً يُمثّلون 26 مشروعاً في مجالات متنوّعة، ضمن خمسة محاور رئيسية: التنصيب، وفن الأماكن القاحلة والصناعية، والغرافيك، والفوتوغرافيا والفيديو، وتُختتم التظاهرة في سليانة بمحور "أيام فن المكان" بمشاركة الفنّانين وسام العابد، وخالد عبيدة، ورشيدة عمارة، على أن تُعرَض جميع المشاريع المشاركة في "مدينة الثقافة" في تونس العاصمة بين 20 و23 أيلول/ سبتمبر المقبل.
تتنوّع تجربة وسام العابد (1977)، الحاصل على دكتوراه في الفن وعلوم الفن، من "جامعة السوربون" سنة 2008، بين الرسم والكولاج والتنصيب، وهي تعالج مسائل التنقل والغيريّة والعلاقة مع الآخر، إلى جانب تدريسه في "المعهد العالي للفنون الجميلة" في مدينة سوسة.
ويذهب خالد عبيدة إلى صياغة تكوينات من الحروف المتداخلة والمتراكبة في شبكات يبرز بعضها إلى السطح والبعض يبدو كالنقوش التي تحاكي نسيج التوريق (الأرابسك) في الزخارف الإسلامية، حيث يجمع فيها بين الرموز التراثية من جهة وأساليب التشكيل ذات المنحى الحداثي من جهة أخرى.
يتكرّر في أعماله لفظ الجلالة والعبارات التي تُمجّد الخالق، بينما تظهر معالجات لونية حديثة واستخدام مواد أولية؛ كالورق الأبيض ذات ميزات تصنيعية وجمالية خاصة، مع تركيز على تناقضات الألوان؛ داكنة وزاهية حيث تعكس ثنائيات العتمة والنور والفناء والوجود والليل والنهار والخير والشر وغيرها من دلالات تؤسّس للتصوف فلسفياً ونظرياً.
أمّا رشيدة عمارة، فتقترب في أعمالها من جداريات كهوف الطاسيلي وأكاكوس التي رسم فيها الإنسان الأوّل نقوشه، حيث الأخاديد والخطوط المحفورة، والتي تتلاقى وتتقاطع مجرّدةً أو مشخّصة، ملوّنة أو في البياض، والتي تميل إلى التكثيف والاختزال في تداخل عناصر مرئية ولا مرئية تبرزها تقنيات الحفر والطباعة التي تعمل عليها الفنّانة.