نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تحقيقاً لدانيال سوبلمان، خلص فيه إلى أن الحرب التي يشنها التحالف العشري بقيادة السعودية في اليمن تحمل تشابهاً ملحوظاً مع الحرب الإسرائيلية عام 2006 على لبنان، بالتالي فإنّ الحرب اليمنية يستحيل أن تُحسم من الجو، مثلما فشلت إسرائيل في الانتصار، على الرغم من إطلاق 12000 غارة جوية على مدى 33 يوماً. ويكتب سوبلمان أن "هذا التشابه ليس محض صدفة، فعندما استولى الحوثيون على صنعاء، بدا للمحللين اليمنيين أنّ الحوثيين كانوا يقرأون ربما كتيب قواعد اللعبة التي مارسها حزب الله". وتنقل الصحيفة عما تسميه "قائداً في حزب الله" من بيروت قوله إنّ "المقاتلين الحوثيين "قد تدربوا معنا في إيران، ثم قمنا بتدريبهم هنا وفي اليمن، لذلك قدّمنا المشورة حول التوقيت الأفضل للرد، والامتناع عن ذلك".
ويتفرغ سوبلمان لإثبات أن الحوثيين يعتمدون أساليب قتال حزب الله بحرفيتها، بحسب عقيدة عسكرية تفيد بالإبقاء على درجة من المناعة ضد التفوق الجوي للطرف الأكثر تفوقاً، مع الاستفادة تدريجياً من نقاط ضعف هذا الأخير، وذلك من خلال قصف الأهداف العسكرية والمدنية عبر الحدود. ويفترض هذا النموذج أنّ الطرف الأقوى سيضطر في نهاية المطاف إلى الحد من غاراته الجوية أو وقفها، أو المجازفة أكثر ونشر قوات برية. ومما لا شك فيه أنّ المناورات البرية في الصراعات غير المتكافئة غالباً ما تكون مكلفة، وتميل إلى ترجيح كفّة المنظمات المسلحة على حد تعبير سوبلمان.
وعلى ذمة "فورين بوليسي"، "كان حسن نصر الله العقل المدبر لمعظم ما حدث خلال الشهر الماضي على الحدود السعودية اليمنية. وقبل أسابيع من بدء الحوثيين بالرد على أهداف، ومدن وقواعد عسكرية على الحدود السعودية، ألمح زعيم حزب الله إلى أنّ حدوث ذلك كان وشيكاً. ففي 6 أبريل/نيسان، أشار إلى أنّ الحوثيين كانوا قادرين على ضرب أهدافٍ عسكرية في المملكة العربية السعودية بالصواريخ، والتقدّم في داخل المملكة العربية السعودية". ثم في 17 أبريل، أشار نصر الله إلى أنّه فيما تحلى الحوثيون حتى الآن بالصبر الاستراتيجي في مهاجمة السعودية، وهذه فرصتهم الآن لمهاجمة المدن والمناطق السعودية كنجران، وجيزان، وعسير".
اقرأ أيضاً: 100 يوم على حرب اليمن
ويجزم الكاتب الأميركي أنه في 5 مايو/أيار، بدأ الحوثيون وحلفاؤهم بقصف الأهداف التي حددها نصر الله، بداية باستخدام قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، لكنهم زادوا تدريجياً مستوى هجماتهم باستخدام صواريخ وقذائف ذات شحنات متفجرة أكثر وزناً وأطول مدى.
ويتابع الكاتب أن مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للحوثيين تزخر بتفاصيل وصور عن الهجمات اليومية على مواقع عسكرية سعودية تقع على مسافة 60 ميلاً تقريباً شمال الحدود اليمنية بصواريخ "زلزال" إيراني يصل مداه إلى 90 ميلاً وصواريخ "سكود"، في استمرار للتكتيكات المنسوخة من كتاب عمليات حزب الله.
ويخلص سوبلمان إلى أنه "بغياب أي نهاية فورية للصراع، من المبكر جداً استخلاص الاستنتاجات بشأن المجهود الحربي السعودي. غير أنّه قد يترتب عن قدرة الحوثيين الواضحة على تعريض الأصول السعودية لخطرٍ مستمر تأثيرٌ كبير على المدى الطويل على نظرة الرياض إلى هذا الخطر، واستعدادها للمشاركة في حملات عسكرية مشابهة ضد الحوثيين"، لافتاً إلى أنه "على المدى البعيد، سيعتمد نجاح السعودية على قدرتها في منع قيام قوة عسكرية هائلة مدعومة من إيران عبر حدودها الجنوبية، على غرار القوة التي تواجهها إسرائيل على حدودها الشمالية، بيد أنّ تجربة إسرائيل في لبنان توحي بأنّ هذه المهمة صعبة جداً - وهي تتطلب أكثر من مجرد قوة جوية".
اقرأ أيضاً: عشرات الغارات للتحالف والمقاومة تكمن للحوثيين