"فنون العيطة الجبلية": استعادة أصوات القرويّين

12 يونيو 2019
(من دورة سابقة)
+ الخط -

بامتزاج الثقافة العربية، والأندلسية منها على وجه الخصوص، مع الفنون الشعبية في البلدان المغاربية خلال مئات السنين، تكوّنت أشكال جديدة من الرقص والغناء التي أخذت عناصرها من هنا وهناك، ضمن هوية مركبة ومتعدّدة تعبّر عن تفاعلات ممتّدة ومتراكمة.

ضمن هذا التمازج، نشأ فن "العيطة"، الذي يعني النداءَ أو الصياح الذي يكاد يبلغ أحياناً الندب، حيث تمثّل صوت القرويّين المشبع بالألم والآهات، ومنها العيطة الجبلية التي تنتشر في الشمال المغربي وتتّسم بليونتها وسهولة عزفها وعذوبة لحنها، فهي لا تتوفر على فصول كثيرة وتوزّع في عدّة أنماط وإيقاعات.

تنطلق فعاليات الدورة الثامنة من "المهرجان الوطني لفنون العيطة الجبلية" في مدينة تاونات (شمال مدينة فاس) مساء بعد غدٍ السبت وتتواصل حتى السابع عشر من الشهر الجاري، بتنظيم من وزارة الثقافة والمجلس الإقليمي والجماعة الحضرية في المدينة.

تهدف التظاهرة إلى "إبراز خصائص هذا الفن، والمحافظة عليه، والتعريف به وبروافده وببيئته، وبتلاقحه مع الأنماط الغنائية التراثية الأخرى في المغرب، وبأدواره ذات الأبعاد المختلفة عبر التاريخ في المنطقة، حيث تُعرض لمختلف أشكال العروض ذات الصلة بهذا النمط الغنائي التقليدي، وبالأنماط المشابهة له"، بحسب بيان المنظّمين.

تشهد الدورة الحالية تنظيم كرنفال فني واستعراضي، سيجوب المشاركون فيه، على إيقاعات موسيقية وغنائية تقليدية وحديثة، معظم شوارع مدينة تاونات، قبل أن يصل إلى منصة المهرجان، ليتزامن وصوله مع حفل الافتتاح.

كما تنظّم ندوة فكرية حول العيطة الجبلية كتراث لامادي، وآفاق تطويرها، ويتمّ تكريم الشيخ مولاي أحمد الجناتي والفنانة فاطمة الزروالية، "اعترافاً لما أسدياه من مجهودات قيِّمة لهذا النوع من الفنون"، بحسب المنظّمين.

من بين الفرق المشاركة: "الحضرة الشفشاونية خيرة افزاز"، و"مجموعة عبد اللطيف الخمسي"، و"فرقة عبد العزيز أحوزار"، و"فرقة محمد الكوشي"، و"فرقة المختار الجنحي"، و"فرقة وفاء العسري"، و"فرقة حجي السريفي"، ومجموعة "طيور الجبال للتراث" بقيادة الموسيقي محمد اجبيلو.

المساهمون