"فتح الخير2" رحلة التراث البحري القطري إلى الهند

05 أكتوبر 2015
(كتارا)
+ الخط -

شهد شاطئ الحي الثقافي "كتارا" في الدوحة، مساء اليوم الاثنين، انطلاق رحلة "فتح الخير2" إلى الهند، وسط الأهازيج الشعبية، "الدشة"، التي يرددها البحارة خلال رحلات الغوص والصيد المصحوبة بـ"العرضة" و"النهّام" لشحذ عزيمة البحارة وتحفيزهم في صورة واقعية تحيي التراث القطري.

وأبحر محمل فتح الخير2 في رحلته التاريخية إلى الهند، وعلى متنه 30 بحاراً من "نوخذة" و"يزوة"، متّبعاً خط سير يبدأ من الدوحة ليصل إلى مدينة صور في سلطنة عمان، في 15 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، ثم يتجه إلى الهند ليصلها في 25 أكتوبر/ تشرين الأول، ومن ثم تبدأ رحلة العودة، حيث سيصل إلى مسقط في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، قبل أن يعود إلى الدوحة في 17 نوفمبر تزامنًا مع انطلاق النسخة الخامسة لمهرجان كتارا للمحامل التقليدية.

وتمثل رحلة فتح الخير، إلى مومباي، محاكاة حقيقية لما كان يقوم به الآباء والأجداد في فترة الغوص، فبعد انتهاء موسم الغوص والذي يبدأ في أواسط شهر مايو/ أيار، وينتهي في أواسط سبتمبر/ أيلول، يقوم بعض تجار اللؤلؤ، "الطواشون"، بأخذ محصولهم من اللؤلؤ إلى الهند، للحصول على أسعار أفضل، حيث كانت مومباي في ذلك الوقت من أهم أسواق اللؤلؤ في المنطقة.

وإلى جانب "الطواشين"، كان بعض التجار يشارك في الرحلة إلى الهند لاستجلاب المواد الغذائية ومواد البناء، وكذلك الأخشاب التي تستخدم في بناء السفن.



ووفق المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، خالد السليطي، فإن إطلاق الرحلة يأتي التزاماً من المؤسسة باحتضان الثقافة القطرية الأصيلة المنبثقة من تاريخ المجتمع القطري وإرثه الحضاري، وإحياء وتأصيل هذا التراث البحري العريق في نفوس الأجيال القطرية.

وقال السليطي، في كلمة ألقاها لدى انطلاق الرحلة: "إننا نستلهم أهمية هذا الحدث الكبير من موروثنا البحري، وتراث أجدادنا الذي يحمل أجمل المعاني الثقافية وأنبل القيم الإنسانية".

من جهته، قال السفير الهندي لدى قطر، سانجيف أرورا، في تصريحات صحافية، إن "الجهات الحكومية المعنية في بلاده، عملت على تسهيل كافة الإجراءات اللازمة للرحلة"، التي يعتبرها رحلة بحرية ملهمة بين قطر والهند، والدولتان تجمعهما علاقات تاريخية عميقة الجذور.


وقال نوخذة (قبطان) الرحلة، حسن بن عيسى الكعبي، لـ"العربي الجديد"، إن جميع المشاركين في الرحلة يتحلّون بروح الحماسة والشجاعة، ومستعدون لخوض غمار هذه التجربة الاستثنائية التي تُعد امتداداً لرحلة فتح الخير الأولى إلى موانئ دول الخليج العربية، وإن كانت تختلف عنها في طولها وبُعد المسافة عن الهند.

وكان محمل "فتح الخير 1" قام في نوفمبر 2013، برحلة استمرت 27 يوماً، طاف فيها خمس دول خليجية، هي الكويت والسعودية والبحرين وسلطنة عمان والإمارات، وشارك فيها 44 بحاراً، ساهموا عبر رحلتهم في إحياء التقاليد والعادات والموروث البحري لدولة قطر.


دلالات
المساهمون