29 سبتمبر 2017
"عين الحلوة".. أرض الصراعات
هذه هي القوى الموجودة في مخيم عين الحلوة. حركة فتح، بكل تفرعاتها وشظاياها من جماعة اللينو التابعة لمحمد دحلان، ومنير المقدح المتأرجح بين الانتماء إلى الحركة الأم وحزب الله، وحركة فتح الأصيلة بانتمائها إلى المركز في رام الله، وحركة حماس، الجبهات الشعبية والديمقراطية والنضال بشقيها التابع لأحمد المجدلاني (رام الله) والتابع لخالد عبد المجيد (دمشق) والفلسطينية بشقيها التابع لأبي نضال الأشقر (دمشق) والتابع لواصل أبو يوسف (رام الله) والقيادة العامة ومنظمة الصاعقة التابعة لسورية وحزب الشعب وحركة الجهاد الإسلامي. وإضافة إلى هذا الخليط القديم، هناك مجموعات إسلامية، منها ما هي تابعة إلى الفكر السني السلفي، ويرتبط، بشكل أو بآخر، بالأطراف الإسلامية المقاتلة في سورية، مثل جبهة النصرة أو القاعدة أو داعش، أو من هو مرتبط مالياً بحزب الله مباشرة، أو من خلال الشيخ ماهر حمود الصيداوي السني المرتبط بإيران، مثل عصبة الأنصار، وجند الشام، والحركة الإسلامية المجاهدة، وحركة الشباب المسلم، وأنصار الله، وسرايا المقاومة التابعة مباشرة لحزب الله، ومجموعة المقدسي ومجموعة بلال بدر. وفي ذلك كله، هناك اختراقات الأجهزة الأمنية اللبنانية من مخابرات الجيش وجهاز المعلومات وأمن الدولة التي تطاول جميع هذه القوى الفلسطينية بشكل أو بآخر. وهناك الناس، سكان المخيم الذين فقدوا كل ثقة بالحركات والمنظمات والجبهات، وصاروا القرابين التي يُضحّى بها لخدمة أهداف وطموحات تلك القوى والأجهزة التي تعمل بالخفاء لمصالحها الآنية أو المستقبلية.
ما جرى في عين الحلوة أخيراً ليس قصة فرد، أو "رامبو" كما قدمه الإعلام اللبناني. الموضوع ليس بلال بدر بوصفه شخصية شبهها بعضهم بشاكر العبسي، في إحالةٍ إلى مأساة مخيم نهر البارد. بلال بدر هو صنيعة الصراعات العلنية في سورية، وليس حكاية فردية لشاب صغير لديه مشروع سياسي، أو إستخباري بحت.
"عين الحلوة" المخيم الأخطر في موقعه الاستراتيجي في لبنان، فهو الأكبر سكانياً وجغرافياً، لموقعه في الطريق إلى جنوب لبنان، ما يجعله على أولويات الاهتمام بالنسبة لحزب الله الذي استطاع السيطرة عسكرياً ونفوذاً على لبنان، وهو الذي يقاتل في سورية في حربٍ، مهما نفى طائفيتها، إلاّ أنها الحرب الطائفية الأسطع. والمخيم تجمع سنيّ مسلح، وتوجد فيه مجموعات سياسية سنية الوعي والتوجه والحراك.
وفي لبنان، لم يعد هناك مناطق خارج سيطرة حزب الله ونفوذه غير طرابلس ومخيم عين الحلوة، بعد أن سيطر عسكرياً على صيدا، بعد القضاء على جماعة أحمد الأسير، ووضع أحزاب صيدا (التقدمية) تحت جناحيه، واستطاع أن يُرهب تيار المستقبل الضعيف أساساً، وأوجد ما تسمى سرايا المقاومة التابعة له مالياً وعسكرياً من سنة المدينة والمخيم وما جاورهما.
"عين الحلوة" مطلوب لحزب الله، لأنه يشكل عائقاً في طموحاته للسيطرة على لبنان، وخطراً على تحركه في اتجاه الجنوب. وقد استطاع الحزب أن يبسط سيطرته على مخيم المية ومية المطل على المخيم، ويمثل الحد الأصل بين "عين الحلوة" والقرى الشيعية شرقي وجنوبي شرق المخيم، من خلال بسط سيطرة أنصار الله، التنظيم الفلسطيني المرتبط بالحزب على "المية ومية"، بعد أن ساهمت حركة حماس، من خلال تقاعسها، في فرض هذه النتيجة، كي لا تسيطر "فتح" على المخيم.
لا تريد "حماس" أن تُحسم الأمور لمصلحة "فتح" في مخيم عين الحلوة، لأنها لا تريد "فتح" قوية وذات نفوذ. ولذلك لم تساهم بكل قوتها في المعركة الأخيرة. ولا يريد حزب الله حسماً لصالح "فتح"، لأنه يريد حسماً لمصلحة القوى المرتبطة به داخل المخيم. ولا تريد أجهزة الدولة اللبنانية حسماً مظفراً لأحد، لأنها تريد أن تحافظ على الإمساك بمفاتيح اللعبة إلى أن تحسم الأمور في سورية، وسيكون بعدها الحسم المريع المرتبط بمصلحة الرابح أو الخاسر في سورية.
ما جرى في عين الحلوة أخيراً ليس قصة فرد، أو "رامبو" كما قدمه الإعلام اللبناني. الموضوع ليس بلال بدر بوصفه شخصية شبهها بعضهم بشاكر العبسي، في إحالةٍ إلى مأساة مخيم نهر البارد. بلال بدر هو صنيعة الصراعات العلنية في سورية، وليس حكاية فردية لشاب صغير لديه مشروع سياسي، أو إستخباري بحت.
"عين الحلوة" المخيم الأخطر في موقعه الاستراتيجي في لبنان، فهو الأكبر سكانياً وجغرافياً، لموقعه في الطريق إلى جنوب لبنان، ما يجعله على أولويات الاهتمام بالنسبة لحزب الله الذي استطاع السيطرة عسكرياً ونفوذاً على لبنان، وهو الذي يقاتل في سورية في حربٍ، مهما نفى طائفيتها، إلاّ أنها الحرب الطائفية الأسطع. والمخيم تجمع سنيّ مسلح، وتوجد فيه مجموعات سياسية سنية الوعي والتوجه والحراك.
وفي لبنان، لم يعد هناك مناطق خارج سيطرة حزب الله ونفوذه غير طرابلس ومخيم عين الحلوة، بعد أن سيطر عسكرياً على صيدا، بعد القضاء على جماعة أحمد الأسير، ووضع أحزاب صيدا (التقدمية) تحت جناحيه، واستطاع أن يُرهب تيار المستقبل الضعيف أساساً، وأوجد ما تسمى سرايا المقاومة التابعة له مالياً وعسكرياً من سنة المدينة والمخيم وما جاورهما.
"عين الحلوة" مطلوب لحزب الله، لأنه يشكل عائقاً في طموحاته للسيطرة على لبنان، وخطراً على تحركه في اتجاه الجنوب. وقد استطاع الحزب أن يبسط سيطرته على مخيم المية ومية المطل على المخيم، ويمثل الحد الأصل بين "عين الحلوة" والقرى الشيعية شرقي وجنوبي شرق المخيم، من خلال بسط سيطرة أنصار الله، التنظيم الفلسطيني المرتبط بالحزب على "المية ومية"، بعد أن ساهمت حركة حماس، من خلال تقاعسها، في فرض هذه النتيجة، كي لا تسيطر "فتح" على المخيم.
لا تريد "حماس" أن تُحسم الأمور لمصلحة "فتح" في مخيم عين الحلوة، لأنها لا تريد "فتح" قوية وذات نفوذ. ولذلك لم تساهم بكل قوتها في المعركة الأخيرة. ولا يريد حزب الله حسماً لصالح "فتح"، لأنه يريد حسماً لمصلحة القوى المرتبطة به داخل المخيم. ولا تريد أجهزة الدولة اللبنانية حسماً مظفراً لأحد، لأنها تريد أن تحافظ على الإمساك بمفاتيح اللعبة إلى أن تحسم الأمور في سورية، وسيكون بعدها الحسم المريع المرتبط بمصلحة الرابح أو الخاسر في سورية.