22 سبتمبر 2017
قبر لوركا الشاعر القتيل
في زيارة إلى مدينة غرناطة الإسبانية، قبل 41 عاماً، وكان قد مضى على إعدام الشاعر الإسباني، فيدريكو غارثيا لوركا، أربعون عاماً، سألت صديقي الذي رافقني أن يدلني إلى قبر الشاعر، لكي أزوره. ولم أكن أعلم أن لا أحد يعرف أين دفن القتلة جسد الشاعر بعد إعدامه رمياً بالرصاص، مع ثلاثة آخرين من مؤيدي الجمهورية التي انقلب عليها الجنرال فرانكو، مسجلاً بذلك بداية حرب أهلية في إسبانيا استمرت ثلاث سنوات، وانتهت بانتصار الفاشية في هذا البلد.
كان رفاق لوركا في الموت إثنين من مصارعي الثيران ومعلم مدرسة. لم تعترف حكومة الجنرال فرانكو حتى وفاته بقتلها الشاعر. واعتبر الجنرال نفسه أن لوركا كان من ضمن خسائر الحرب في شوارع غرناطة، كونه كان منحازاً إلى الجمهوريين. ومنذ وفاة فرانكو عام 1975، والتغييرات التي طرأت للتخلص من إرث الدكتاتورية العسكرية التي مثّلها حكمه 36 عاماً، تشكلت مؤسسات أهلية إسبانية، مهمتها مراجعة الذاكرة التاريخية للحرب، ولسنوات الحكم العسكري الذي أمدته بالبقاء مساعدات هتلر وموسوليني. بلغت الخسائر البشرية في تلك الحرب حوالي نصف مليون قتيل ومئات آلاف النازحين إلى الدول المجاورة، وإلى أميركا اللاتينية وروسيا، واختفى عشرات الآلاف قتلاً. ومن نتائج البحث، اكتشفت مئات المقابر الجماعية لجمهوريين أو مناهضين لقوات الكتائب التابعة للجنرالات الذين انقلبوا على الحكومة اليسارية، الفائزة بالانتخابات الديمقراطية. وتم الكشف عن هويات القتلى في المقابر الجماعية، إلّا أن قبر الشاعر القتيل بقى لغزاً غامضاً. وعلى الرغم من محاولات كثيرة بذلتها جمعيات وصحافيون وباحثون مختصون، لم يتم العثور على رفات لوركا ورفاقه.
قبل عامين، كشفت التحقيقات عن وثائق عثر عليها في المركز الرئيسي في شرطة غرناطة، تثبت رسمياً ضلوع السلطات العسكرية الفاشية في غرناطة بالمسؤولية عن إعدام الشاعر. وتعود تلك الوثائق إلى العام 1965، ومثلت الوثائق أول اعتراف رسمي للسلطات التابعة للجنرال فرانكو بقتلها الشاعر. وبحسب هذه الوثائق، أعدم الشاعر بسبب أفكاره الاشتراكية وعلاقته بالماسونية. وتضيف الوثائق أيضاً أنه كان مطلوباً، بسبب شائعاتٍ عن ميوله المثلية الجنسية، وسلوكه الأخلاقي غير الطبيعي. وقد بحثت الشرطة عنه في منزل عائلته في غرناطة فلم تجده، ليقبض عليه لاحقاً في منزل أحد الأصدقاء، حيث لجاً خوفاً من الاعتقال. وفي أغسطس/ آب 1936، بعد اندلاع الحرب الأهلية بشهر، حاصرت الشرطة المنزل الذي اختفى فيه لوركا. وحاول أصدقاؤه حمايته، إلّا أن الشرطة اعتقلته، وساقته إلى منطقة ريفية غير بعيدة عن غرناطة، وتم إعدامه مع رفاقه فوراً، بلا أي محاكمة أو تحقيق. تم دفنهم في حفرةٍ بلا أي دلائل على وجودهم فيها. ومنذ عام 2009، تكثفت المحاولات الفاشلة من أعلى المستويات، للعثور على مكان دفن الشاعر، حتى أن خبراء أركيولوجيين لم يتوصلوا إلى أي دليل يوصلهم إلى مرقده الأخير. وبحسب الباحث الإيرلندي، إيان غيبسون، الكاتب الرسمي لسيرة الشاعر، فإن هذه الوثائق تمثل لأول مرة اعترافاً رسمياً بأن الحكم الدكتاتوري هو المسؤول عن مقتل الشاعر، حيث كان الحديث عن لوركا طوال 36 عاماً من حكم فرانكو من المحرّمات.
عندما تزور العاصمة الإسبانية أو غرناطة أو أي مدينة إسبانية، ستجد تماثيل لوركا. حتى في متحف الشمع تجده جالساً في مقهى، يقرأ قصيدة يتنبأ فيها بموته. وعندما تنظر من شرفةٍ ترى الدماء التى كتب عنها. وعندما تقرأ لشعراء في أميركا اللاتينية ستجد روح لوركا تتسلل في الكلمات، بعد أكثر من 80 عاماً على موته الفاجع. وعندما تقرأ لنزار قباني أو محمود درويش، ستجد مفردات لوركا، وألوان الكلمات البهية التي أدخلها إلى روح القصيدة شاهدة على عظمته.
كان رفاق لوركا في الموت إثنين من مصارعي الثيران ومعلم مدرسة. لم تعترف حكومة الجنرال فرانكو حتى وفاته بقتلها الشاعر. واعتبر الجنرال نفسه أن لوركا كان من ضمن خسائر الحرب في شوارع غرناطة، كونه كان منحازاً إلى الجمهوريين. ومنذ وفاة فرانكو عام 1975، والتغييرات التي طرأت للتخلص من إرث الدكتاتورية العسكرية التي مثّلها حكمه 36 عاماً، تشكلت مؤسسات أهلية إسبانية، مهمتها مراجعة الذاكرة التاريخية للحرب، ولسنوات الحكم العسكري الذي أمدته بالبقاء مساعدات هتلر وموسوليني. بلغت الخسائر البشرية في تلك الحرب حوالي نصف مليون قتيل ومئات آلاف النازحين إلى الدول المجاورة، وإلى أميركا اللاتينية وروسيا، واختفى عشرات الآلاف قتلاً. ومن نتائج البحث، اكتشفت مئات المقابر الجماعية لجمهوريين أو مناهضين لقوات الكتائب التابعة للجنرالات الذين انقلبوا على الحكومة اليسارية، الفائزة بالانتخابات الديمقراطية. وتم الكشف عن هويات القتلى في المقابر الجماعية، إلّا أن قبر الشاعر القتيل بقى لغزاً غامضاً. وعلى الرغم من محاولات كثيرة بذلتها جمعيات وصحافيون وباحثون مختصون، لم يتم العثور على رفات لوركا ورفاقه.
قبل عامين، كشفت التحقيقات عن وثائق عثر عليها في المركز الرئيسي في شرطة غرناطة، تثبت رسمياً ضلوع السلطات العسكرية الفاشية في غرناطة بالمسؤولية عن إعدام الشاعر. وتعود تلك الوثائق إلى العام 1965، ومثلت الوثائق أول اعتراف رسمي للسلطات التابعة للجنرال فرانكو بقتلها الشاعر. وبحسب هذه الوثائق، أعدم الشاعر بسبب أفكاره الاشتراكية وعلاقته بالماسونية. وتضيف الوثائق أيضاً أنه كان مطلوباً، بسبب شائعاتٍ عن ميوله المثلية الجنسية، وسلوكه الأخلاقي غير الطبيعي. وقد بحثت الشرطة عنه في منزل عائلته في غرناطة فلم تجده، ليقبض عليه لاحقاً في منزل أحد الأصدقاء، حيث لجاً خوفاً من الاعتقال. وفي أغسطس/ آب 1936، بعد اندلاع الحرب الأهلية بشهر، حاصرت الشرطة المنزل الذي اختفى فيه لوركا. وحاول أصدقاؤه حمايته، إلّا أن الشرطة اعتقلته، وساقته إلى منطقة ريفية غير بعيدة عن غرناطة، وتم إعدامه مع رفاقه فوراً، بلا أي محاكمة أو تحقيق. تم دفنهم في حفرةٍ بلا أي دلائل على وجودهم فيها. ومنذ عام 2009، تكثفت المحاولات الفاشلة من أعلى المستويات، للعثور على مكان دفن الشاعر، حتى أن خبراء أركيولوجيين لم يتوصلوا إلى أي دليل يوصلهم إلى مرقده الأخير. وبحسب الباحث الإيرلندي، إيان غيبسون، الكاتب الرسمي لسيرة الشاعر، فإن هذه الوثائق تمثل لأول مرة اعترافاً رسمياً بأن الحكم الدكتاتوري هو المسؤول عن مقتل الشاعر، حيث كان الحديث عن لوركا طوال 36 عاماً من حكم فرانكو من المحرّمات.
عندما تزور العاصمة الإسبانية أو غرناطة أو أي مدينة إسبانية، ستجد تماثيل لوركا. حتى في متحف الشمع تجده جالساً في مقهى، يقرأ قصيدة يتنبأ فيها بموته. وعندما تنظر من شرفةٍ ترى الدماء التى كتب عنها. وعندما تقرأ لشعراء في أميركا اللاتينية ستجد روح لوركا تتسلل في الكلمات، بعد أكثر من 80 عاماً على موته الفاجع. وعندما تقرأ لنزار قباني أو محمود درويش، ستجد مفردات لوركا، وألوان الكلمات البهية التي أدخلها إلى روح القصيدة شاهدة على عظمته.