"عند الامتحان": مذكرات طالب في السجون المصرية

07 ابريل 2020
نجاح البقاعي/ سورية
+ الخط -

يكشف الكاتب والباحث المصري سيف الإسلام عيد، في كتابه الذي صدر حديثاً "عند الامتحان.. من ذكريات طالب معتقل"، فصولاً من انتهاكات النظام المصري في السجون وتعامله اللإنساني مع المعتقلين، وخاصة طلاب الجامعات، من خلال يوميات معتقل منهم يوثّق لحظات عاشها بنفسه.

كان مؤلف الكتاب، الذي صدر عن "منتدى المشرق والمغرب للشؤون السجنية" ضمن برنامج الماجستير في "معهد الدوحة للدراسات العليا"، قد اعتُقل مطلع عام 2014 حين كان طالباً في كلية العلوم السياسية في سنته الأولى قبل الامتحان السنوي، وقضى 381 يوماً داخل السجن.

ويروي عيد كيف نُقل من أحد السجون في شمال البلاد حيث يقطن مع أسرته، إلى سجن في جنوبها، وكان يظن أنه رُحّل لكي يُتاح له تقديم الامتحان الجامعي، حيث يصف تلك الرحلة، وكيف وُضع في زنزانة "تأديب" ونتيجة مقاومته للوضع والصراخ، اقتيد إلى مكتب آمر السجن، الذي سأله: ما اسمك؟، فأجاب: سيف الإسلام، وأنا طالب علوم سياسية أتيت إلى هنا فقط للامتحانات ولا أستحق هذه المعاملة الحقيرة، فردَّ ساخراً: بل تستحق لأنك من "الإخوان"!.

أُعيد إلى الزنزانة لتنجح جهوده ومقاومته بعد تهديده بالإضراب عن الطعام، بالخروج من "القبر"، كما وصفه، حيث نُقل إلى مكان "أشدّ قذارة"، وهناك بدأتْ "معركة أخرى مع اثنين من المخبرين"، يقول سيف الإسلام. ثمّ يفصّل وقائع التقائه والده الخمسيني الذي قطع الطريق في تسع ساعات حتى وصل إلى السجن، ومن المفارقات أنه فُكّ أسْر أبيه قبل اعتقاله بشهور معدودة، مستدركاً: "بالرغم من أنَّ أيّاً منّا لم ينخرط في سلك تنظيم معيَّن، إلّا أنَّ الاعتقال لم يعد مقتصراً على أفراد التنظيمات، بل يكفي أنْ يُشاع عن الواحد من الناس أنَّه يستعمل ذهنه أكثر ممّا ينبغي ليُزَجَّ به في السجن".

بعد زيارة والده، حاولت إدارة السجن استغلال حالة سيف الإسلام النفسية، بالتوقيع على طلب تنازله عن تقديم الامتحانات وعدم تكرار ذلك، فيعود إلى السجن العمومي القريب من بلدته في شمال البلاد، أو يمكث في هذا السجن حتى يُخطروا الكلية بالتماسه، لكنه رفض ومزّق ورقة التنازل التي تضمّنت اعتذاراً منه لعدم تمكنه من تقديم الامتحان، وسطّر ورقة غيرها إلى عميد الكلية شرَح فيها كيف أن ظروف السجن تمنعه من تقديم الامتحانات.

يختم المؤلف: "انتهت "رحلة الامتحانات، لكنَّ السجن ترك أثراً في العقل غير الذي قد تركه في الجسد! في السجن عرفت مجتمعاً آخر، بل عوالم أخرى".

المساهمون