"داعش" أميركي يهدّد باستهداف خمس ولايات

06 مايو 2015
البيان صدر بعد معرض الرسوم المسيء للرسول (Getty)
+ الخط -

تتناقل قنوات إخبارية أميركية بياناً باللغة الإنجليزية، منسوباً لما سمّاه البيان بتنظيم "الدولة الإسلامية" في أميركا "داعش ـ أميركا"، يزعم فيه كاتبه الذي اختار لنفسه اسم "أبو إبراهيم الأميركي"، أن تنظيم "الدولة الإسلامية في أميركا" لديه 71 عنصراً مدرباً جاهزون لتلقي إشارة التحرك لمهاجمة أي هدف تحدده قيادتهم في 15 ولاية أميركية، حدد البيان خمس منها فقط وهي فرجينيا، وميرلاند، وإلينوي، وكاليفورنيا، وميشجن، لافتاً إلى أن الستة أشهر المقبلة ستكون مذهلة.

ولم تحدد السلطات الأميركية الفدرالية المعنية بمكافحة الإرهاب الداخلي حتى الآن مدى صدقية البيان، خصوصاً في ظل عدم وجود أصل له باللغة العربية في أي من المواقع الجهادية المعروفة، واختلاف أسلوب صياغته عن بيانات الجهاديين الأصلية بما يوحي وكأنه من تأليف رموز التطرف المضاد للإسلام أو من طالبي الشهرة عن طريق مهاجمة الأديان.

وممّا يدعو للشك في حقيقة البيان أنه أورد تفاصيل لا يتطوع بها الجهاديون في العادة لأنها تكشف أماكن وجودهم وتخدم من يعتبرونه عدوهم. فقد جاء في البيان، على سبيل المثال، أن 23 من بين عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" المدربين تم تكليفهم بعمليات شبيهة بعملية الهجوم (الفاشل) على معرض الرسومات المسيء للنبي محمد في تكساس، يوم الأحد الماضي.

لكن كاتب البيان استدرك لتبرير تناقض هذا الزعم مع السهولة التي تم بها إحباط الهجوم المفترض على معرض تاكساس، قائلاً: إن المهاجمين الاثنين لم يكونا من العناصر المدربة وأن تنظيم "الدولة الإسلامية" كان على علم بمدى تشديد الحراسة على الفعالية المسيئة للرسول، لكن النية كانت إظهار مدى سهولة "التضحية بالحياة في سبيل الله".

اقرأ أيضاً: معرض أميركي مسيء للنبي يكشف وجه التطرف المناهض للإسلام

وتوعّد البيان من سمّاهم بالكفار "الذين أطلقوا النار على أخوينا" بأنهم لن يفلتوا من العقاب، مشيرا إلى أن الهجوم إياه لم يكن سوى "بداية الجهود الرامية إلى تأسيس الولاية في عقر دار العدو".

وكشف البيان أن الهدف الرئيسي من هجوم تاكساس كان "قتل الخنزيرة باميلا جيلر"، في إشارة إلى ناشطة أميركية معروفة منذ سنوات بمعاداتها للإسلام. ولوحظ أن البيان يخدم ما تطمح إليه الناشطة المشار إليها، حيث تضمن تهديداً لها بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" سيظل يلاحقها: "سوف نبعث أسودنا لإنجاز مهمة ذبحها".

وهدد البيان مناصريها بأن هذا سيكون التحذير الوحيد لمن يحاول إيواءها، وأن من يتجرأ على "استضافة فعالياتها وإعطائها منبراً لبصق قذارتها فسوف يكون هدفاً مشروعاً". ونوه البيان بأن تنظيم "داعش" راقب عن كثب الفعالية التي أقامتها باميلا جيلر وراقب من حضرها، كما رصد وتتبّع من أطلق النار على المهاجمين.

يشار إلى أن الفعالية حضرها إلى جانب جيلر عدد من أبرز المناهضين المعروفين للإسلام في أميركا، مثل روبرت سبنسر، وكاي إل ليسنج التي تقدم نفسها "مسلمة سابقة" وآخرون، وسمع إطلاق النار بعد انتهاء الفعالية وحينما كانت باميلا جيلر تدلي بأحاديث صحافية لمجموعة من المراسلين والمصورين الأميركيين الذين أحاطوا بها.

وكانت جيلر قد أصدرت، في منتصف 2011، كتاباً تحت عنوان "أوقفوا أسلمة أميركا"، حذرت فيه من أن الإسلام يتسلل إلى كل القطاعات والمؤسسات الفكرية والسياسية والاقتصادية بأميركا، معتبرة ذلك خطراً سافراً على الحياة المدنية الأميركية ويقوّض الحريات وعلى رأسها حرية التعبير.

وتحت هذا المبرر أسست باميلا في 2012 منظمة للدفاع عن الحرية، وأثارت المنظمة الجدل بحملة إعلانات في وسائل المواصلات العامة في مدن أميركية كبرى مثل نيويورك وسان فرانسيسكو ولوس أنجلوس تضمنت شعارات وأقوال خارجة عن سياقها تسيء للمسلمين. وانتشرت خلال تلك الحملة صور الشيخ القرضاوي ورموز فكرية وسياسية إسلامية عديدة في عدد كبير من الحافلات والمواصلات العامة ومحطات النقل الأميركية.

اقرأ أيضاً:  ‬قتل مسلحين بمعرض فني مناهض للإسلام في تكساس

المساهمون