انتخابات برلمان النظام السوري غداً: معظم المقاعد محجوزة للبعث وحلفائه

14 يوليو 2024
لافتات مرشحين لانتخابات النظام السوري، 10 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **انتخابات مجلس الشعب السوري**: تجري غداً انتخابات "مجلس الشعب" بمشاركة 1516 مرشحاً يتنافسون على 250 مقعداً، مع وجود 8151 مركز اقتراع. انسحب أكثر من 7400 مرشح، والمحكمة الدستورية ستبت في الطعون خلال ثلاثة أيام.

- **مقاطعة واسعة للانتخابات**: تواجه الانتخابات مقاطعة من "قسد" و"مسد" وأربعة ملايين سوري في مناطق المعارضة، بالإضافة إلى دعوات مقاطعة في السويداء ودرعا. نسبة المشاركة الفعلية في الانتخابات السابقة لم تتجاوز 10%.

- **تركيبة البرلمان السوري**: يسيطر حزب "البعث" وحلفاؤه على 185 مقعداً من أصل 250، بينما تذهب بقية المقاعد للمستقلين والأحزاب المرخصة. انتقد خالد كعكوش دمج مقاعد الأحزاب غير المنضوية تحت "الجبهة الوطنية التقدمية" مع المستقلين.

تجري في مناطق سيطرة النظام السوري يوم غد الاثنين انتخابات "مجلس الشعب" للدور التشريعي الرابع، بمشاركة 1516 مرشحاً لنيل العضوية في المجلس المكون من 250 مقعداً، في ظل مقاطعة شرائح واسعة من السوريين لهذه الانتخابات التي تظل معظم مقاعدها محجوزة لحزب "البعث" وحلفائه.

وذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري أن العملية الانتخابية دخلت اليوم مرحلة "الصمت الانتخابي" حتى انتهاء فرز الأصوات، وإعلان النتائج النهائية. ووفق الوكالة، بلغ عدد مراكز الاقتراع 8151 مركزاً، فيما ذكر رئيس "اللجنة القضائية العليا للانتخابات" جهاد مراد اليوم في تصريح لجريدة "الوطن" المحلية أن "أكثر من 7400 مرشح من إجمالي 8953، انسحبوا نهائياً بعدما بتت اللجان القضائية الفرعية بطلبات انسحابهم"، مشيراً إلى أن عدد المرشحين المستمرين في الترشح بعد حذف المنسحبين هو 1516 مرشحاً فقط.

 وأوضح أن مراكز الاقتراع ستفتح أبوابها لاستقبال الناخبين يوم غد من الساعة السابعة صباحاً وتقفل في السابعة مساء، مع إمكانية التمديد لساعات إضافية. وأضاف أن المحكمة الدستورية العليا سوف تتولى البت في الطعون الخاصة بصحة انتخاب أعضاء المجلس خلال ثلاثة أيام من تاريخ إعلان نتائج الانتخابات.

دعوات لعدم المشاركة في انتخابات النظام السوري

ولا يمكن للنظام إجراء انتخابات في مناطق واسعة من جغرافية البلاد، ذلك أنها خارج سيطرته مثل الشمال السوري كله، الذي يقع الجانب الغربي منه تحت سيطرة فصائل المعارضة و"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، أما جانبه الشرقي فيقع تحت سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي أكدت أنها لن تسمح بوضع صناديق انتخابية في مناطق واقعة تحت سيطرتها ما خلا مربعين أمنيين تابعين للنظام في مدينتي الحسكة والقامشلي.

وأعلن "مجلس سورية الديمقراطية" (مسد) الجناح السياسي لـ"قسد"، أمس السبت، مقاطعة هذه الانتخابات وحث "الشعب السوري وجميع القوى الوطنية والديمقراطية على عدم المشاركة فيها"، مشدداً على أن "الحل السياسي الشامل، المستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254، هو السبيل لتجاوز الأزمة السورية وتحقيق آمال الشعب السوري".

كما لن يشارك في الانتخابات نحو أربعة ملايين سوري يقيمون في مناطق سيطرة فصائل المعارضة، في أجزاء من محافظات إدلب وحلب وحماة واللاذقية، فيما دعت قوى وفاعليات محلية في محافظتي السويداء ودرعا جنوبي البلاد إلى مقاطعة الانتخابات.

الانتخابات السابقة التي جرت قبل أربع سنوات، أعلن النظام السوري أن نسبة المشاركة فيها، بلغت نحو 33% من مجموع من يحق لهم التصويت، إلا أن تقديرات مختلفة، بما فيها لمواقع موالية للنظام، أكدت أن نسبة المشاركة الفعلية لم تتجاوز 10%، وقد تم تحصيلها بفضل الانتخاب الإجباري المفروض على الموظفين، وطلاب الجامعات وعناصر الجيش والأمن.

ويتكون برلمان النظام السوري من 250 عضواً، تبلغ حصة حزب "البعث" منهم نحو 166 عضواً، ويصل العدد إلى 185 مع أحزاب "الجبهة الوطنية التقدمية" المتحالفة معه، والتي تدخل معه في قائمة موحدة، وتذهب بقية المقاعد للمستقلين الذين يمثلون الفعاليات الاقتصادية والوجوه العشائرية، إضافة للأحزاب الأخرى المرخصة غير المنتمية للجبهة التقدمية.

وفي السياق، عبّر رئيس حزب "الشباب الوطني السوري"، خالد كعكوش، وهو حزب مرخص من النظام السوري ومقره في دمشق، عن استيائه من دمج مقاعد مرشحي الأحزاب غير المنضوية تحت "الجبهة الوطنية التقدمية" مع المستقلين. وأضاف كعكوش في تسجيل مصور على "فيسبوك" أن "المتعارف عليه عادة أن المستقل هو شخصية لا تنتمي عادة إلى حزب سياسي، لكن المقاعد المتروكة للمستقلين، وعددها نحو 66 مقعداً، سيتنافس عليها التجار وأصحاب رؤوس الأموال والصناعيون، ومعهم أيضاً ممثلو عشرة أحزاب مرخصة، لا تنتمي إلى أحزاب الجبهة".

من جانبه، قال ثائر سلهب المعين من النظام محافظاً لإدلب في تصريح لإذاعة "شام إف إم" المحلية أن المحافظة انتهت من تأمين التجهيزات اللوجستية الخاصة بالمراكز الانتخابية، بالتنسيق مع الوحدات الإدارية في الريف الخاضع لسيطرة قوات النظام، أي معرة النعمان وخان شيخون وسراقب ومنطقة أبو الظهور. وأضاف أنه تم أيضا تجهيز مراكز انتخابية خاصة بالمهجرين من محافظة إدلب القاطنين في محافظات حماة وحمص ودمشق وريفها، واللاذقية وطرطوس.

المساهمون