مسارات فن الجاز من القارة الأفريقية إلى أميركا، قبل أن تتلقّفه كل الثقافات تقريباً، جعلت منه نمطاً موسيقياً أساسياً على مستوى السماع العالمي منذ خمسة عقود على الأقل.
الجاز في تنوّعه هو ما يحاول أن يعكسه مهرجان "جاز تحت الأرغان" الذي ينتظم في مدينة الصويرة المغربية في دورته الثانية التي تنطلق غداً وتستمرّ حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري. في تسميته يحتفي المهرجان بشجرة الأرغان المعروفة في المنطقة، وكأنها استعارة عن استضافة فنون بعيدة تحت ظلال هذه الشجرة الكبيرة.
يشارك في المهرجان فنّانون وفرق من مالي وساحل العاج وبوركينا فاسو والبنين وبلجيكا وفرنسا وكوبا والمغرب، وهؤلاء يقدّمون مجموعة توليفات بين موسيقاهم المحلية وموسيقى الجاز، كما هو الحال بالنسبة إلى الفنان المغربي عثمان مخلوفي الذي يقدّم خلطة بين الجاز والغناء الشعبي المغربي أو مواطنه طارق هلال في محاولته الجمع بين الجاز والموسيقى الأندلسية.
سيكون عرض الافتتاح، مساء الغد، مع عازف العود المغربي إدريس المعلومي الذي سيحاول هو الآخر تطويع آلته كي تتناغم مع عوالم الجاز، ويليه حفل للفنان الكوبي ألفريدو رييس. عملية التنويع نجدها أيضاً في حفل الاختتام حيث يصعد معاً على مسرح "دار الصويري" كل من الفنان البوركينابي أداما ترامي وعازف البيانو الفرنسي فرانسوا رولان.
لعلّ ما يمكن ملاحظته في مقابل هذا التنوّع هو غياب الحضور العربي في المهرجان إلا في ما يخصّ الفنانين المغربيين المشاركين بكثرة، وكأن المشهد في العالم العربي يضيق باحتواء تلوينات الجاز.