أعاد مرسوم رئاسي "جائزة فلسطين في الفنون والآداب والعلوم الإنسانية" إلى الواجهة بعد انطوائها. الجائزة التي توقفت مع شرارة الانتفاضة الثانية عام 2000، وكان يرأس لجنتها آنذاك الراحل محمود درويش منذ تشكّلت عام 1997، سيترأس لجنتها، بحسب المرسوم، الكاتب يحيى يخلف وزير الثقافة الأسبق في "السلطة الفلسطينية".
"جائزة فلسطين..." سيكون محكومٌ عليها بعقبات على صلة بالخصوصية الفلسطينية التي تعاني من الاحتلال، وعدم وجود استقرار يضمن استمراريتها. بالإضافة إلى عقبات أخرى تعاني منها الجوائز العربية عموماً، على رأسها سلطة شبكات العلاقات الشخصية؛ بما تحمله من غياب الرؤى الثقافية التي تحكم اللجان المشرفة على هذه الجوائز، إضافةً إلى غياب الحريات الذي ما يزال يحول دون تكريم أصوات حرّة.
الجائزة التي من المفترض أن تقرّها "الدائرة القانونية لمجلس الوزراء"، بعد إجراء تعديلات على نظامها الداخلي، تشمل تقسيمات الجوائز والقيم المالية وتشكيل لجنة التحكيم، ستأتي، بعد التعديلات في أربع فئات بعد أن كانت عشر في السابق، وهي: التقديرية عن مجمل الإنجاز، الآداب، الفنون، الدراسات الإنسانية، والمبدعون الشباب.
اللافت في الجائزة التي حصلت أسماء فلسطينية وعربية قبل أن تتوقف، ووفق التعديلات الأخيرة، وجود مكانة للإبداعات الشبابية التي تعاني أساساً من إهمال المؤسسة الثقافية الرسمية في فلسطين المحتلة، غير أن هذا الاهتمام لا يعني في اللحظة الفلسطينية الراهنة، اهتماماً فوق العادة بفئة الشباب، ناهيك على أن الانتقال المباشر إلى الشباب والحديث عنهم، دون وجود مؤسسات ترعى إبداعاتهم ودون تحرر وطني، يبدو زائداً عن الحاجة.
إضافة إلى ذلك، فإن المتتبع لتاريخ الجائزة، بالأسماء والجهات التي كرّمتها، يعرف أنها تأخذ في حساباتها المواقف السياسية من منظمة التحرير ومن مشروع "السلطة الوطنية الفلسطينية"، بالموازاة مع الإنتاج الثقافي والإبداعي لهذه الشخصية أو تلك، فصحيح أن وجود جائزة أدبية تحمل اسم فلسطين مهم ناحية الحراك الثقافي في فلسطين المحتلة، لكن ذلك مرهون بقدرة الجائزة على مناقشة تجاربها السابقة، ومرهون أيضاً بانفتاحها على التيارات الثقافية والمعرفية الأخرى في الداخل والخارج، التي نبتت في الظلّ وبعيداً عن تيار منظمة التحرير ورعايته.
الجائزة تُعلن نتائجها في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، بعد تقديم الترشيحات بين شهريْ كانون الثاني/ يناير وحزيران/ يونيو القادمين. وتضاف إلى أخرى سنوية هي "جائزة محمود درويش" التي تقدمها مؤسسته في رام الله.