أوّل ما يلفت في أسماء المشاركين هو كونهم باحثين أكاديميين، وهو ما قد يعطي نفساً خاصاً للمعرض. تقول منسّقته، الفنانة التشكيلية التونسية نجاح زربوط، في حديث إلى "العربي الجديد": "فكرة المعرض هو لقاء بين فنانين تربطهم علاقات صداقة وزمالة دراسية سابقة"، مشيرة هنا إلى المنسقة الثانية للمعرض، الفرنسية نتالي ريمون، والتي أشرفت على بحوث معظم الفنانين المشاركين.
كما تشير أن المعرض الحالي يمكن اعتباره امتداداً لمعرض سنوي كانت تشرف عليه ريمون منذ 2002. وعن اختيار الأسماء المشاركة، تقول "إضافة إلى ما أشرت إليه سابقاً، حصرنا الاختيار في أسماء بدأت بجدية مسيرة فنان".
إضافة إلى الجانب الفني، فالمشاركون هم باحثون، فهل يمثل ذلك إضافة؟ ترى الفنانة التونسية أنه يمكن الإجابة على هذا السؤال بصفة عامة، فـ "العمل البحثي والتنظيري ليس بالضرورة مفيداً للعمل الفني". تذكر هنا "تجربة بيكاسو الذي كان يفكّر من خلال العمل التشكيلي نفسه، أما الباحث فهو فنان صار يكتب ويوثّق إلى جانب اشتغاله العمل الفني، وبالتالي فإن ذلك لا يمثّل سوى عملية موازية لا تمس بالمنتج الفني وقيمته".
مع تنوّع التجارب المشاركة وتعدّدها، قد نتساءل كيف يمكن خلق هارمونية في فضاء المعرض، ما يضع على كاهل المنسّق مسؤولية خاصة. تؤكّد منسّقة "تلاقي الضفتين" على ذلك، معتبرة أن دورها مع ريمون كان إيجاد خط يصل بين كل الأعمال، والتي لكل واحد منها عوالمه الخاصة، بحيث يجري ترتيبها وعرضها دون أن تتضارب". بعبارة أخرى تقول "نحاول أن تتداخل الأكوان الفنية دون أن تتنافر"، وهي صعوبة تقرّها في المعارض الجماعية وضرورة خلق حوار بين أعمال المشاركين.
يتواصل المعرض حتى الثامن من الشهر المقبل، وستكون له محطّة ثانية في مدينة إيركي الفرنسية في حزيران/ يونيو المقبل. الفنانون المشاركون في المعرض، هم شون يي شانغ من تايوان، وكريستينا دياس دي ماغالايس من لوكسمبورغ، وجولي دودراين ومونيك حاسباني فيلار ونتالي ريمون وإليونور جوسو من فرنسا، ولورا سانشيز فيلومينو من البيرو، وسانغ سوبي أوم من اليابان، فيما يشارك من تونس كل من هالة لمين وعبد السلام عياد وفاتن شوبة صخيري ووسام العابد وسليمان الكامل وآمنة غزيّل وسعاد ماني وثامر ماجري ونبيل صوابي ونادية زواري ونجاح زربوط.