يُفتتح العدد بدراسة بعنوان "جدلية التعالي والمحايثة في الفلسفة الحديثة: نقد اسبينوزا للأصول الأرسطية والأسس الديكارتية للتعالي الإلهي" لـ الحسان سليماني اذلي ينطلق مقاربةٍ مقارنةٍ للتصور اللاهوتي المسيحي للإله وخلفيته الأرسطية، والفلسفة الديكارتية ومرجعيتها العلمية، والنسق السبينوزي وأساسه الإيتيقي.
يذهب المصطفى الشاذلي في دراسته "حنة أرندت ونقد التصور الفلسفي للحرية" إلى أن هذا التصور لم يتجاوز حدود المجال الميتافيزيقي الذي يرجعها إلى حرية التفكير، فتصير بذلك مجرد شعور داخلي بينما يرتبط "التصور السياسي للحرية" بالفعل وبالكلام وبالعالم الذي يوجد فيه الناس، أي بفضاء عمومي تتجلى فيه كلمات وأفعال الناس.
أما عزيز أبو الشرع فيناقش "موقف الأشاعرة من ابن رشد وكتاب الكشف في الأسباب الأشعريَّة لأُفول الرُّشدية"، ساعياً إلى التخفيف من حدة الاعتقاد بربط النكبة بنهاية الرشدية، أي المعنى السياسي للنَّكبة المتضمن لمعنى الإبعاد والحصار، المبني أساساً على معنى السِّعاية التي تحمَّل وزرها فقهاء الوقت.
"إشكاليّة السّعادة عند الفارابي: بين النظريّ والعمليّ" عنوان دراسة سعيد الجابلي الذي يرى أن السّعادة في تقدير صاحب "آراء أهل المدينة الفاضلة" تحصل عندما يتفق الإنسان مع إنسانيته، فإذا كان منتهى كمال الإنسانيّة مشدود إلى بلوغ المطلق، فإنّ فعل الإنسان النظري والعملي لا يسكن إلا في الفكرة، أمّا في الواقع فهو حركة متجدّدة ومتواصلة.
وتحمل دراسة محمد بلبول عنوان "التمثيل الصوري للتجرّد والزيادة في الفعل في اللغة العربية"، بينما يقارب علي عفيفي علي غازي موضوع "المرأة البدوية في كتابات الرحالة الغربيين".
اشتمل العدد أيضاً على مراجعتين؛ الأولى للباحث أحمد قاسم في كتاب "مِـل" للباحث البريطاني فريدريك روزن"، والثانية لكتاب "العرب في زمن المراجعات الكبرى، محاولات في تعقّل تحولات الراهن العربي" للمفكر المغربي كمال عبد اللطيف وراجعه الباحث إبراهيم القادري بوتشيش.