"المزرعة للرواية".. جائزة على الحافة

26 ابريل 2014
بسيم الريس / سوريا
+ الخط -
أعلنت "رابطة الكتاب السوريين"، بالتعاون مع أمانة جائزة المزرعة، نتائج مسابقة الرواية في دورتها الحالية (2013–2014)، وذلك في حفل خلا من بهرجة تُلازم عادة مناسبات كهذه، رغم مصادفته ذكرى عيد الجلاء السوري (يوم الاستقلال) في 17 من نيسان/ أبريل الجاري، وذلك في مدينة أنطاكية، قرب الحدود التركيّة السوريّة.

وقد نالت رواية "رمش أيل"، للكاتب والصحفي فخر الدين الفياض (1965) الجائزة الأولى، في حين حلّت ثانياً رواية "قهوة الجنرال"، للمسرحي والكاتب السوري غسان الجباعي (1951)، وهو معتقل سياسي سابق لدى نظام الأسد الأب. أمّا الجائزة الثالثة فقد ذهبت للروائية السورية سوسن جميل حسن (1957)، عن روايتها "قميص الليل".

الأسماء التي كرمتها "المزرعة"، أسماءٌ معروفة على الساحة الثقافية والأدبية السوريّة، ومؤلفاتهم التي حصدت الجوائز ليست نتاجهم الإبداعي الأوّل في مجال الكتابة.

تكونت لجنة التحكيم هذا العام من أحمد إبراهيم الفقيه (ليبيا)، وإسماعيل فهد إسماعيل (الكويت). بينما تمّ التكتم على اسم عضو لجنة التحكيم المشارك من سوريا، بناء على طلبه.

وفي كلمة رابطة الكتاب السوريين التي ألقاها قال أمين الجائزة لعام 2014، حسام الدين محمد، قال إن "المزرعة" شكلت هذا العام تحدياً كبيراً لكون الروايات صنفاً أدبياً يستلزم قراءة متأنية لأحداث متحركة وإشكالية لا تتيحها ظروف المذبحة الحالية.

وتعدّ جائزة "المزرعة للرواية السورية" إحدى الجوائز المحلية القليلة التي تُعنى بالكتابة الإبداعية الأدبية في البلاد. وكان تعاونها في السابق مع "اتحاد الكتاب العرب".

ورغم أن خيار مؤسّس الجائزة، يحيى القضماني، يتوجه اليوم إلى الشراكة مع "رابطة الكتّاب السوريين" (تأسست مطلع 2012)، كالتحاق بالثورة؛ إلا أنّ الحفل ظلّ منقوص البهجة، واقتصر على الكلمات التي ذكّرتنا بعض الشيء بالدورات السابقة، بالرغم من اختلاف المسمّيات والأماكن.

عدم قدرة الفائزين بالجوائز على الحضور لاستلام جوائزهم (من المقيمين في الداخل السوري)، وعجز حضور الحفل عن التعرف على الكتّاب بشكل شخصي؛ لا ينفي أنّ المنظمين بذلوا جهداً ملحوظاً في توزيع نسخ مجانية من الروايات الفائزة على الحاضرين، والتي قامت بطباعتها في زمن قياسيّ "دار نون" الإماراتية.

ويعول كثيرون على أن تكون هذه الجائزة تعبيراً صادقاً عن الرغبة في استكشاف آفاق الكتابة الروائية السوريّة الجديدة، بغضّ النظر عن الاصطفاف السياسي، ووقوف أصحاب الأعمال الأدبية إلى جانب الثورة من عدمه، ودون أي اعتبارات مناطقية، أو محاباة مما كان سائداً في الحياة الثقافية السورية فيما مضى. خاصّة أنّها الجائزة الوحيدة المكرسة اليوم للأدب السوريّ، بعد ثلاث سنوات على اندلاع الثورة.

المساهمون