"القاهرة" تحظر الصلاة في الحرم الجامعي لمنع "التطرف"

02 يوليو 2015
تأتمر الجامعة بأوامر الأمن الذي يحاصرها (GETTY)
+ الخط -


قررت جامعة القاهرة غلق زوايا الصلاة المنتشرة في الحرم الجامعي والمدينة الجامعية؛ وذلك بهدف منع استغلال تلك المصليات فى نشر الأفكار المتطرفة بين طلاب الجامعة، وسيطرة بعض التيارات عليها، بحسب رئيس الجامعة جابر نصار.

وكانت الجامعة قد استطلعت رأي دار الإفتاء في جواز إغلاق الزوايا، ورد مفتى الجمهورية شوقي علام، قائلا: "إن في ذلك تحقيقا لمقصود الشريعة الإسلامية من صلاة الجماعة في المسجد".

وأعلن رئيس جامعة القاهرة، أن مجلس الجامعة وافق في اجتماعه الأخير، على إغلاق المصليات وزوايا الصلاة بساحات الكليات والإدارات الجامعية المختلفة، وذلك لعدم توفر شروط الطهارة المناسبة لأداء الصلاة فيها.

وأكد نصار، فى تصريحات صحافية، اليوم، أن الجامعة بدأت في تنفيذ قرار المجلس فورا بالمدينة الجامعية التي يوجد بها مسجد كبير يؤدي فيه الطلاب الصلاة، وبالرغم من ذلك تنتشر زوايا الصلاة في المباني المختلفة للمدينة، مهددا الطلاب بالإخلاء من المدينة الجامعية، قائلا: "من يخالف ذلك سيتم إخلاؤه من المدينة الجامعية، وفقا للائحة جزاءات السكن في المدينة، لأنه خالف القواعد العامة".

ورفض طلاب المدينة الجامعية المقابلة للجامعة في منطقة بين السرايات بالجيزة القرار، وأكدوا لـ"العربي الجديد" أن المسجد يبعد عن المباني مسافة كبيرة، ويستغرق الوصول إليه نحو 15 دقيقة، ما يستحيل معه اللحاق بصلوات الجماعة، خاصة في فترات المذاكرة والامتحانات.

وأوضح الطالب بكلية دار العلوم، أحمد حسن، الذي كان يقطن بالمبنى رقم 13، العام الماضي "هم لا يريدون للطلاب أن يداوموا على صلواتهم، والمفتي يفتي لخدمة النظام، من دون أن يرى على الواقع معاناة الطلاب، ما يدفع كثيراً من الطلاب لعدم الاهتمام بالصلاة، أو أدائها في حجراتهم السكنية".

بينما استغرب الطالب مجدي سيد القرار الذي وصفه بـ"منع الطلاب من الصلاة"، لافتا إلى أنه يسكن في المدينة الجامعية بمنطقة أبو قتادة، القريبة من منطقة زنين، ولا يوجد بها مسجد من الأساس، سوى أن الطلاب يفترشون الصالات في المباني للصلاة أو بين المباني في أوقات الصيف.

وأكد رئيس جامعة القاهرة أن الجامعة شرعت في إنشاء مسجد كبير يتسع لأكثر من ألف شخص، في ساحة الحرم الجامعى بالقرب من كلية العلوم، وذلك حثا للطلاب على الصلاة في المسجد الجامع.

ويبلغ عدد طلاب جامعة القاهرة نحو 180 ألف طالب وطالبة في 20 كلية، بجانب نحو 10 آلاف عضو هيئة تدريس، وفق إحصاءات 2014.

اقرأ أيضا:استقالة إدارة تدريس "القاهرة" احتجاجاً على اتهامات رئيس الجامعة

القرار الذي يواجه برفض طلابي، رحبت به الأوساط الدينية الرسمية التي تسعى إلى فرض سيطرتها على كافة دور العبادة وتطبيق سياسات النظام الحاكم بحظر فتح المساجد طوال الوقت، وتعميم خطاب موحد، لمواجهة رفض شعبي لسياسات النظام الحاكم الذي تسبب في أزمة مجتمعية وانقسامات حادة لم تشهدها مصر من قبل.

ورحب رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، الشيخ محمد عبد الرازق عمر، بقرار جامعة القاهرة بشأن قصر الصلاة في الجامعة والمدن الجامعية على المساجد الجامعة، من دون المصليات استنادا إلى فتوى دار الإفتاء المصرية بذلك، مؤكدا أن الوزارة على أتم الاستعداد للتعاون مع الجامعة في توفير الأئمة والخطباء المتخصصين لهذه المساجد.

مضيفا في تصريحات صحافية: "نأمل أن تحذو الجامعات الأخرى حذو هذه الخطوة الوطنية لجامعة القاهرة، ذلك أن بعض طلاب الجماعات المتطرفة كانوا يستغلون بعض المصليات الخاصة ببعض المباني بالجامعة لنشر الفكر المتطرف، واستقطاب عناصر جديدة لتنظيماتهم الإرهابية أو المتشددة، بعيدا عن الرقابة الجامعية أو المجتمعية".

بينما يرى الخبير التربوي سعيد رضوان أن القرارات العشوائية لقيادات مؤسسات الدولة ستدمر المجتمع المصري، فبدلا من أن يركز المسؤولون في جامعة القاهرة على مجابهة التحرش والإدمان المنتشر بين قطاعات واسعة من الطلاب، وفق إحصاءات جامعية وأمنية، يحاول المسؤولون إرضاء رأس السلطة، بقرارات تتنافى مع منطق الإصلاح الديني بالمرة.

وتابع رضوان: "تصريحات جابر نصار تسعى إلى الضحك على الطلاب، فمرة يقول لمواجهة التطرف الديني، ومرة يقول لعدم جاهزية المصليات والزوايا للصلاة وعدم لياقتها، متناسيا أن نحو 200 ألف شخص في جامعة القاهرة، لن يتسع لهم مسجدان أو ثلاثة".

اقرأ أيضا:الأوقاف المصرية تضعُ شروطاً للاعتكاف في المساجد

المساهمون