"الربيع الثقافي" و"جو تونس": فنون ما بعد الثورة

01 يوليو 2018
وفاء حرباوي
+ الخط -
تتواصل تظاهرة "الربيع الثقافي التونسي"، في باريس حتى الخامس من الشهر الجاري، في حين تختتم اليوم تظاهرة "جو تونس" التي أقيمت فعالياتها في العاصمة التونسية، الحدثان مختلفان لكنهما يقولان شيئاً مشتركاً حول الفن المعاصر اليوم في تونس، ولا سيما بعد الثورة.

بالنسبة إلى "الربيع الثقافي التونسي" فإن التظاهرة الثقافية، التي تنتظم في باريس منذ أربعة أعوام، افتتحت قبل أيام مع محاضرة استعادية لتجربة الناشط السياسي، الذي رحل مؤخراً صالح الزغيدي.

تتضمن الفعاليات التي تتواصل حتى الخميس المقبل، محاضرة بعنوان "الفن التونسي المعاصر: عرض حال"، إلى جانب أمسية بعنوان "المشهد الموسيقي التونسي الجديد".
في المحاضرة الأولى التي تنعقد عند الرابعة من مساء الخميس المقبل، يتناول المشاركون المشهد الفني التونسي المعاصر الذي يعيش وفقاً لبيان المحاضرة "فورة ثقافية كاملة في تونس ما بعد الثورة، حيث تتضاعف الأسئلة، حيث أن الفن مرآة حقيقية للمجتمع".

المحاور الأساسية تحاول دراسة واقع الفنانين وسط واقع ثقافي اجتماعي يقود إلى أسئلة من نوع: ما هي مخاوف الفنانين التونسيين المعاصرين؟ هل يجد الفنانون التونسيون كل الموارد اللازمة لتطوير فنهم في تونس، أم أنهم لا يزالون محكومين بالذهاب إلى بلدان أخرى؟ كيف يمكن تطوير المشهد الفني التونسي الحالي وما هي الآفاق التي يقدمها؟ ما هي الاتجاهات التي تحد من الإبداع الفني؟ يجمع هذا اللقاء ممثلين من المشهد الفني التونسي؛ باحثين وفنانين وأصحاب صالات عرض وقيمين.

وعند الثامنة والنصف من مساء اليوم نفسه، تقام أمسية تحتفي بالموسيقى التونسية المعاصرة والمشهد البديل فيها، حيث يشارك في الأمسية مجموعة موسيقيات يقمن في بروكسل وباريس ولندن، وهن بديعة بوحريزي، ووفاء حرباوي، ونجلاء بلحاج.

أما تظاهرة "جو تونس" التي تختتم اليوم، فقد انطلقت عام 2013، طموحها من جديد في أن تكون جسراً للحوار العربي المتوسطي، والبحث عن المشترك الثقافي بين الضفتين اللتين تفصلان جنوب العالم عن شماله.

اهتمّت "جو تونس" هذا العام بسؤال "التراث ما بعد الثورة"، وطرحت السؤال حول ملكية التراث اليوم، ومشكلات الجزء المهمل منه، واختار المنظمون مواقع تاريخية لعرض أعمال 38 فنان من تونس وبلدان عربية وأوروبية مختلفة، من بينها بورصة تونس القديمة (تونس البحرية) وكنيسة العوينة ودار بكوش بباب منارة وتربة سيدي بوخريسان.

جمع المهرجان أيضاً أربع فنانات تونسيات لتتناول كل واحدة عنصراً من عناصر الطبيعة الأربعة: الماء والهواء والنار والتراب، في أعمالهن، فشاركت مريم بن صالح، وخديجة حمدي السوسي، وأمل بن عطية، وعزيزة حرمل. ولا بد من الإشارة إلى أن معظم معارض التظاهرة ستظل مستمرة لبعض الوقت حتى بعد انتهائها، حتى نهاية الشهر الجاري.

المساهمون