"الراحل الكبير" يعود بعرضين

03 فبراير 2016
(الفرقة في أحد عروضها)
+ الخط -

كثير من التجارب الموسيقية المستقلّة في العالم العربي، خصوصاً التي ظهرت بعد عام 2011، ذهبت إلى تجاوز النمط الموسيقي العربي للتعبير عن الشارع، مُتّخذةً من الروك، وغيره من الأنماط الغربية، قالباً لتقدّم من خلاله محتواها.

فرقٌ أخرى، حاولت أن تنهل من الموسيقى العربيّة نفسها، بمختلف اتجاهاتها، لتتناول الشارع بلغةٍ تُقارب لغته، مثل فرقة "إسكندريلا" المصرية، و"الراحل الكبير" اللبنانية، التي تُقيم، مساء اليوم، وفي التاسع من الشهر الجاري، حفلين في "مترو المدينة" في بيروت.

تلجأ الفرقة، التي تأسّست عام 2013، إلى الغناء الساخر، بكلماتٍ تحملها موسيقى قريبة من الإيقاع اليومي الذي يعيشه الناس، خصوصاً في ظلّ ضخّ إعلامي كبير، يضبط مواقيت المشاهدين. حتى في إعلانها عن الحفل، نتلمّس هذه السخرية.

توضّح المجموعة أنها مُنهمكة لساعات طويلة يومياً في الأستوديو لتسجيل ألبومها الأول، "وبعد ظهور بعض العوارض النفسية الطفيفة لدى الموسيقيين الناجمة عن تمضية أوقات طويلة بين جدران التسجيل وأجهزة الصوت، يأخذ أعضاء فرقة المرحوم مأذونية من الأستوديو لتقديم عرضين..".

يتضمّن العرضان الأغاني التي ستصدر في ألبومهم الذي اختاروا له عنوان "لابومب- جنّ الشعب". "لابومب" هو عبارة عن سلسلة من العروض، كانت قدّمتها الفرقة في العامين الأخيرين، وأدّت فيها مجموعةً من الأغنيات التي تتحدّث عن راهن المنطقة؛ الطائفية والتشدّد الديني والحروب، وحتّى "داعش"، عبر أغنية بعنوان "مولد سيدي البغدادي".

قبل انضمامهم إلى "الراحل الكبير"، كان أفراد الفرقة، وهم المؤلف الموسيقي خالد صبيح، والمغنيين المنفردين ساندي شمعون ونعيم الأسمر، وعازف العود عماد حشيشو، وعازف البزق عبد قبيسي، وعازف الإيقاعات علي الحوت، يركّزون، بشكلٍ أساسي، على إعادة تقديم التراث، سواءً بالطريقة التقليدية، أو ضمن توزيعات جديدة.

يبدو أنّ هذا الأمر يترك أثره في طبيعة ألحان وكلمات الفرقة؛ حيث نلاحظ تأثّرها بالشيخ إمام وزياد الرحباني، إلّا أنها، من جهةٍ أخرى، تحاول أن تمنح التجريب مساحاتٍ أكبر على المستوى الموسيقي والكلامي.


اقرأ أيضاً: "بالنسبة لبكرا شو؟": النصّ على الشاشة

دلالات
المساهمون