يضم العدد الجديد من مجلة "الدراسات الفلسطينية" (ربيع 2015) مجموعة من الدراسات والمقالات والتحقيقات والوثائق، وهو العدد 102 من المجلة الفصلية. وقد كان لتزامن إعداده مع "الانتخابات الإسرائيلية" تأثير على محتوياته بحسب افتاحية العدد.
في هذا الإطار، اهتمت المجلة بصفة خاصة بتشكّل "القائمة العربية المشتركة"، والتي تشيد بها افتتاحية العدد باعتبارها "الحدث الأبرز في هذه الانتخابات". بما أنها المرة الأولى التي ينجح فيها الفلسطينيون في فلسطين المحتلة عام 1948، في "بناء تحالف انتخابي سياسي في مواجهة العنصرية الصهيونية المتنامية".
كما جاء في الافتتاحية "إن وحدة الفلسطينيين، بتياراتهم المتعددة من جبهوّيين وتجمعيين وإسلاميين، تشكل بداية تغير سياسي كبير يعطي التناقض الرئيسي أولوية، وتجعل من التعدد الفكري والسياسي تلوينات لقضية واحدة هي قضية الحرية وصد الهجمة العنصرية".
ويتناول رائف زريق في باب "مداخل" طبيعة القائمة المذكورة بمقال يحمل عنوان "القائمة العربية المشتركة: سؤال الوحدة والاختلاف". وقدّم أنطوان شلحت قراءته من زاوية "الهاجس الأمني في صلب الانتخابات الإسرائيلية" في باب "فصليات" الذي ضمّ أيضاً مقالاً لخليل شاهين بعنوان "الفلسطينيون يدخلون مرحلة المخاض في اتجاه نقطة تحوّل استراتيجي".
في مقاله "فلسطين... سؤالاً"، يسبر إلياس خوري معنى إعادة طرح السؤال الفلسطيني. خوري الذي نقرأ له أيضاً في هذا العدد مقال "بانكسي في غزة: الأمل صار اسماً آخر للألم"، في تحية لرسام الغرافيتي البريطاني.
ويعالج ملف العدد مصير الغاز في المنطقة عبر ثلاثة مقالات لكلٍ من إبراهيم زهران ("كيف تحوّلت مصر من مصدّر للغاز إلى مستورد؟") ومحمد مصطفى ("البترول والغاز الطبيعي في فلسطين: الإمكانات والمعوقات") ووليد خدوري ("الغاز الطبيعي في إسرائيل: تطوّر الاكتشافات ومجالات التصدير").
وفي دراسة مترجمة إلى العربية، تحمل عنوان "أيخمان في القاهرة"، يسعى جلبير الأشقر إلى تفنيد الدعاية الإسرائيلية التي تتهم مصر والعرب بالتحالف مع النازية والعداء للسامية. أما هنيدة غانم، فتستكشف في دراستها "الحدود والحياة السرّية للمقاومة اليومية: قرية المرجة الفلسطينية 1949 – 1067" الأدوات والترتيبات التي اعتمدها وطوّرها سكان قرية المرجة من أجل التعامل مع الواقع الجديد الذي وجدوا أنفسهم فيه بعد اتفاقية 1949 وظهور "الحدود" لأول مرة في حياتهم بسبب موقعهم الملاصق لـ"الخط الأخضر" وتحوّلهم إلى "شريط حدودي".
كما ساهمت عادلة العايدي-هنية في العدد بمقال بعنوان "الفنون والهوية والبقاء: بناء الممارسات الثقافية في فلسطين 1996 – 2005"، عن تجربة مركز "خليل السكاكيني" في رام الله، أثناء الأعوام التسعة الأولى من تأسيسه. وتناول ميشال نوفل كوبا في مقاله "من الحرب الباردة إلى دبلوماسية السيجار"، يحلل فيه تداعيات انهيار "الجدار الأميركي في وجه السكَّر والسيجار الكوبيين".
"تحقيقات" هذا العدد اقتصرت على موضوع لعبد الرؤوف أرناؤوط بعنوان "معتز حجازي.. عاشق القدس وشهيدها". كما تضمن حواراً مع الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور، علاوة على القسم الثابت المخصّص لعرض الوثائق، والتي ظهر منها في هذا العدد: "تفاصيل المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي وقّع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، صكوك الانضمام إليها"، "استشهاد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، الوزير زياد أبو عين، بعد اعتداء جنود إسرائيليين عليه" عن وكالة الأنباء الفلسطينية، أو "800 شخصية إسرائيلية تبعث برسالة إلى عدد من البرلمانات الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل".