"إيسالا بيراهيرا"... الاحتفال بأسنان بوذا المُهرّبة

06 اغسطس 2016
خلال الاحتفال (Getty)
+ الخط -
حيث الفيلة تسير في الموكب بالملابس التقليدية، والمحتفلون يرقصون على قرع الطبول المتواصل، ورائحة البخور تملأ المكان لعشرة أيام بدون انقطاع، يكون مهرجان "إيسالا بيراهيرا" في مدينة "كاندي" بسريلانكا، الذي يقام على شرف أسنان "بوذا" المسروقة. تصنع تلك المظاهر حالة فريدة وصفها الشاعر البريطاني، ديفيد هيربرت لورانس، بأنها "خليط دائم بين النار والضحكات وحركة الأفيال البطيئة. لتكريم بقايا أسنان بوذا". هذا المهرجان يجعل الزائر يشعر وكأنه انتقل مئات السنين إلى الوراء، في اللحظة التي يكون فيها وسط تجمُّعٍ قبلي قديم. الجديد فقط، هو أن هناك كاميرات تمرّ بين الجموع من أجل التقاط الصور. تقول الأسطورة، بأنَّه منذ 1700 سنة، سُرِقَت إحدى أسنان بوذا من المحرقة في جنازته، ثم قام اللصوص بتهريبها إلى سيريلانكا. وهناك أصبحت بقايا تلك الأسنان رمزاً مقدساً لسيريلانكا، وهي المحفوظة في المعبد الأكثر تعظيما في البلاد "دالادا ماليجاوا" أو معبد "السن". أما أصول المهرجان فتعود إلى عصر ملك مدينة كاندي ويدعى "كريتشي سري راجاسينغ" ( 1781- 1747). وفي تلك الأيام، اعتبرت بقايا السن ملكيّة خاصة للملك، ولم تسنح للعامة الفرصة أبداً لعبادتها، ومع ذلك، أصدر الملك أمراً بأن تؤخذ البقايا في موكب كي تراها الجماهير وتكرّمها. وبعد سقوط مملكة كاندي في أيدي البريطانيين عام 1815، تم تسليم عهدتها ومسؤوليتها إلى "ماها سينغا" أو الكهنة البوذيين. وفي غياب الملك، عيّن الوصاة على البقايا ما يسمى "دياوادانا نيلام"؛ وهي هيئة للتعامل مع المسائل الإدارية الروتينية الخاصة ببقايا سن بوذا.
مهرجان "إيسالا بيرهارا" في شكله الحالي، تتضمن فعالياته أربع مسيرات تبدأ من المعابد الهندوسية. كما أنّ هناك موكبا ينطلق كل ليلة من الليالي العشر، ومع مرور الأيام تزداد المواكب كثافة وطولا وغناء وألواناً. المواكب ذات إحساس مسرحي، ومن يحضرها عليه أن يستنشق البخور التي تفوح منها روائح الياسمين والزهور المحلية. إضافة إلى المؤثرات الروحية والكرنفالية التي تصنعها أصوات الطبول ومشاهد الفيلة المبتهجة، والرقصات الغريبة، والنيران التي تأكل قشور جوز الهند المعلقة في السلاسل، والرجال الذين يطرقعون بالسياط لإخافة الشياطين وإبعادهم، وحِرَفيَّتهم في التلويح بالسياط على بعد بوصة فقط من وجوه الناس!
في صباح اليوم التالي، يُقام احتفال على نهر، مهاويلي جانج، يرمز إلى الفصل بين النقاء والدنس. ويُكرَّم سيد الماء لعام جديد جيد، ويتمُّ تخزين كأس من الماء من الحفل، ويستخدم في طقوس غرس الأشجار التي تشير إلى بداية المهرجان في العام التالي.






المساهمون