"إيبولا".. كشف حساب أممي للمشكلات والتحديات

04 نوفمبر 2014
إيبولا يهدد بانهيار النظام الصحي للدول المصابة (Getty)
+ الخط -

‫مرّت أكثر من ستة أشهر منذ الإعلان عن الإصابة الأولى بفيروس إيبولا، وثلاثة أشهر منذ إعلان منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة عن حالة الطوارئ الصحية.

وتقدر الأمم المتحدة عدد الذين توفوا في الأشهر الستة الأخيرة، جراء الإصابة بالفيروس، بحوالى خمسة آلاف من أصل ما يقارب أربعة عشر ألف شخص أصيبوا بالمرض.
لكن المسؤولين في الأمم المتحدة يقولون أيضاً إن الأرقام الحقيقية تفوق ما تم اكتشافه حتى اللحظة.

وعلى الرغم من تصريح أكثر من مسؤول في الأمم المتحدة عن أن المجهودات الدولية في مكافحة الوباء بدأت تأتي ببعض ثمارها، إلا أن هذه التصريحات تبقى في العموم حذرة، بل إنها متشائمة في إمكانية السيطرة على الوباء في المستقبل القريب، خاصة فيما يتعلق بدول غرب أفريقيا الثلاث التي ينتشر فيها المرض، وهي: غينيا وليبيريا وسيراليون.

وحذر منسق الطوارئ العالمي للإيبولا في اليونيسيف، بيتر سلامة، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك الاثنين الماضي، من أن الوباء يهدد بانهيار كامل للنظام الصحي لدول غرب أفريقيا الثلاث المذكورة أعلاه.

وتحدث سلامة عن الأوضاع النفسية لسكان تلك البلاد، وعلى وجه التحديد الأطفال، مشيرا إلى أنهم الأكثر هشاشة وعرضة لتدهور أوضاعهم، خاصة أن بعضهم فقد والديه أو أحدهما، وأن قسمًا منهم يُبعد إلى "مراكز الحجر الصحي" بغية حمايتهم.
وأضاف سلامة "يمثل الأطفال خُمس عدد حالات الإصابة بفيروس إيبولا في الدول الثلاث، كما أن تفشي المرض أثر على حياتهم اليومية، وأغلق المدارس، ويتّم أربعة آلاف منهم".


وأعلن سلامة عن نية المنظمة الأممية مضاعفة عدد العاملين من 300 إلى 600 شخص في البلدان الثلاثة الأكثر تضرراً. وأشار إلى أن ثلثي العاملين ضمن كوادر اليونسكو في المنطقة هم من المحليين، ولا يواجه هؤلاء خطر الوباء فحسب، بل وصمة العار النابعة من الخوف المتفشي مع انتشاره.

ولا يقتصر الخوف على الدول الأفريقية، بل تفاقم في الدول الغربية، وظهر على شكل إجراءات منع سفر و"حجر صحي" لكوادر طبية عائدة من تلك الدول، كالذي شهدته كل من ولايتي نيوجيرسي ونيويورك في الولايات المتحدة. وانتقد سلامة هذه الإجراءات من دون تسميتها بعينها.

أما بخصوص ما يلقاه الناجون من إيبولا فقال سلامة "عقدت اليونيسيف وشركاؤها مؤتمرا في سيراليون حضره أربعون ناجياً من إيبولا. وتحدث جميعهم عن وصمة العار التي تلحقهم، وعن رفض المراكز الطبية المحلية توظيفهم بعد شفائهم، على الرغم من عملهم كممرضين في السابق".

وأضاف سلامة أنه لاحظ أمراً لم يلاحظه من قبل وهو "الرعب الواضح في عيون الكثير من العاملين في المجال الصحي".

وتمكنت أكثر من دولة في المنطقة من السيطرة على الوضع ووقف انتشار الوباء كنيجيريا ومالي. لكن المشكلة الأخرى التي تواجه المنظمات العالمية هي انخفاض عدد المتطوعين العاملين في المجال الصحي من خارج تلك البلاد، حيث إن عائلات الكثير منهم تشعر بالخوف من توجههم لتلك المناطق الموبوءة، مما يؤثر على قراراتهم في نهاية المطاف.


وفي سياق منفصل تحدثت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، مارغريت تشان، عن أن المجتمع الدولي يصمّ آذانه منذ فترة طويلة تجاه مشاكل عدة تحدثت عنها منظمة الصحة منذ فترة طويلة دون استجابة كافية، مما اضطرها إلى تقليص ميزانيتها في السنوات الأخيرة.

كما وجهت تشان نقداً قاسياً لشركات الأدوية العالمية والدول الغنية، وأضافت "لقد تحدثنا مراراً عن الحاجة إلى تحسين وتطوير النظم الصحية للدول الفقيرة والمهملة منذ فترة طويلة، لن يتمكن أي بلد من محاربة المخاطر، سواء كانت التغير المناخي أو فيروسا قاتلا، دون بنية تحتية صحية صحيحة".

وانتقدت تشان شركات الأدوية الكبيرة قائلة "على الرغم من أن فيروس إيبولا ظهر لأول مرة منذ أربعة عقود، إلا أن الأطباء ما زالوا بلا لقاح أو علاج لهذا المرض.."، وأضافت أن عدم إيجاد لقاح أو علاج لهذا المرض، نابع من كون المرض منحصرا في الدول الأفريقية الفقيرة، ولن تستثمر أي صناعة، محفزها الرئيسي الربح، في منتجات أسواق لا يمكنها الدفع".

دلالات
المساهمون