"أكاد الجبل" صوت الثورة السورية أيضاً

29 يونيو 2015
من صفحة "أكاد الجبل" على فيسبوك
+ الخط -
ربما تكون الحاجة القاهرة للحرية، هي سبب استعمال "فيسبوك" بهذه الطريقة المرعبة، وربما تكون الشعوب المقهورة هي أكثر الشعوب التي أقبلت عليه.

ومع اندلاع شرارة الثورات العربية، من تونس تحديداً، بدا أن المشهد العربي الافتراضي تغيّر تماماً. فالربيع العربي رسم بداية جديدة للعالم العربي، لكنه أيضاً رسم مشهداً جديداً للحياة الإلكترونية للمواطنين، خصوصاً الشباب، العرب. من تونس إلى مصر إلى سورية وليبيا واليمن، تحوّل "فيسبوك" إلى عالم آخر، عالم مواز لحياة الناشطين العرب.

لكن وسط ملايين الصفحات، يبدو صعباً إيجاد صفحات تتميز بمصداقية، خصوصاً بعد كل التشعبات التي لحقت بالثورات العربية، وبعد نكسات طالت الشباب العربي هنا وهناك، فباتت الصفحات تكتب كل شيء عن كل شيء من دون أي تدقيق ومن دون توضيح مصادر هذه الأخبار.

"أكاد الجبل" هي إحدى هذه الصفحات الهامة، والتي ظهرت معارضتها للنظام السوري منذ بدايتها. ولكنها حاولت أخذ أجمل ما في روح الثورة وتكريسه وغرسه في قلوب متابعي الصفحة، وقد بدأت تحصد متابعة كبيرة من قبل سوريين وغير سوريين، من الناشطين الداعمين للثورة السورية.... حتى توقف النشر عليها في أواخر العام 2014 الماضي.

طيلة أربع سنوات، ومنذ انطلاق شرارة الصورة في سورية، أطلقت الصفحة من دون الكشف عن اسم صاحبها ومنشئها، لأسباب أمنية طبعاً. خصوصاً أن الصفحة تتضمن آراء ونصوصاً سياسية تنادي بالحرية. لكن المميز في الصفحة أنها نقلت أجمل وأهم ما كتب على الصفحات الثانية. بما في ذلك الكتابات التي تعري وبعمق سياسة النظام. وأيضا الكتابات التي تنتقد إشكاليات الثورة نفسها، وإشكاليات الفكر الثوري السوري. وقد حاولت الصفحة تكريس فكرة التحدي والاستمرار بها، وحاول تعميق ثقافة الأمل وثقافة النقد والجرأة.

لم تكن الصفحة تهدف لنشر اسم صاحبها، لكن تبيّن أيضاً أن إخفاء الاسم لم يكن فقط لأسباب أمنية، إنما أيضًا لكي تستطيع هذه الصفحة أن تتحول لمنبر حقيقي بعيد عن الشخصنة، وبعيد عن مرض الغرور الذي رافق الكثير من داعمي الثورة السورية.

وقد حاولت الصفحة أيضاً نقل الأخبار الساخنة والبحث دائماً عن أكثر من مصدر لها، ليجعلها موثوقة أكثر وأقرب ما تكون للحقيقة.


إقرأ أيضاً: هل انحرفت "رابطة الصحافيين السوريين" عن مسار الثورة؟
المساهمون