"أطباء بلا حدود" تعلّق أنشطتها في إفريقيا الوسطى

05 مايو 2014
طبيب يباشر علاج أطفال في إفريقيا الوسطى (GETTY)
+ الخط -


أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود"، اليوم الإثنين، تعليق جميع أنشطتها الطبية غير الطارئة في إفريقيا الوسطى والدول المجاورة لها، على خلفية الهجمات التي استهدفتها مؤخرا.

وأعلنت المنظمة الدولية خلال مؤتمر صحافي عن سحب جميع فرقها من مدينة "بوغيلا" الواقعة على بعد 450 كم شمال العاصمة، في أعقاب الهجوم الذي استهدف وحدتها الطبية في المدينة، وهو ما أسفر عن مقتل 16 من موظّفيها في السادس والعشرين من أبريل/نيسان الماضي.

وفيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، قال مدير "أطباء بلا حدود" في هولندا "أرجان هيهيكامب" على هامش المؤتمر "نحن نتوقّع إدانة واضحة وعلنية للعنف الذي استهدف طاقمنا من قبل الحكومة في إفريقيا الوسطى والجماعات المسلّحة"، مضيفا أنّ "غياب موقف مماثل سيدفع نحو التساؤل: متى ستدرك الحكومة خطورة مثل هذه الأحداث، وضرورة التعامل معها بجدّية؟".

وتابع هيهيكامب "نحن أيضا بانتظار أن يقوم قادة جميع المجموعات الحكومية وغير الحكومية المسلحة، بمراقبة قواتهم ومعاقبة مقاتليهم الذين يرتكبون الفظائع ضد الشعب وضد أفراد وهياكل الصحة".

وذكر مدير "أطباء بلا حدود" أنّ المنظمة "تشدّد على أهمية التعبئة من قبل الحكومة في إفريقيا الوسطى وعلى دعم المجتمع الدولي لضمان سلامة المدنيين".

وفي بيان صدر في الثامن والعشرين من أبريل/ نيسان، عبّر رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في جمهورية إفريقيا الوسطى "ستيفانو أرينزيانو" عن شعوره العميق بـ"الصدمة والحزن" جراء "أعمال العنف الوحشية ضد الطاقم الطبي والمجتمع في إفريقيا الوسطى". كما دان بحزم "الهجوم على منشأة تحمل بوضوح تام شارة تصنيفها كوحدة صحية".

وتعتبر "أطباء بلا حدود" المنظمة غير الحكومية الوحيدة الموجودة بمدينة "بوغيلا". وتقوم، منذ عام 2006، بإدارة مستشفى بطاقة استيعاب تبلغ 115 سريرا، وتقدّم إسعافات أولية وثانوية لما يقدّر بـ 45 ألف ساكن، وفقا لبيانات المنظمة.

ولم يسجّل أي رد فعل للحكومة على قرار "أطباء بلا حدود" حتى صباح اليوم الإثنين.

وانحدرت إفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، في مارس/ آذار 2013، إلى دوامة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مجموعة "سيليكا"، ذات الغالبية المسلمة، بالرئيس فرانسوا بوزيزي، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب في عام 2003، ونَصَّبت بدلاً منه المسلم "ميشيل دجوتويا" رئيسا مؤقتا للبلاد.

وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين، وشارك فيها مسلحو "سيليكا" ومسلحو "أنتي بالاكا" المسيحية، أسفرت عن مقتل المئات، وفقًا لتقديرات وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ما أجبر دجوتويا على الاستقالة من منصبه، بفعل ضغوط دولية وإقليمية، وتنصيب كاثرين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة للبلاد.

دلالات
المساهمون