اختبر تشيكيليون كثر تمكين الحواس الخمس من العمل الفني، وتاريخ الفن حافل بمثل هذه المحاولات، منهم من صنع منحوتات من الخبز، ومنهم من اقترح تجهيزات فنية تتعلق بالرائحة.
وربما تنضم فكرة الفنانة الأردنية سماح حجاوي والفلسطينية جمانا إيميل عبود، إلى هذه الفئة من الفن التي تحاول تجريب الحواس المختلفة في فنون التشكيل والتجهيز والعروض الأدائية.
من هنا، تستخدم الفنانتان الصوت ليس فقط كأداة تعبير، بل خامة يمكنها أن تكون مادة توثيقية وفنية في آن، لتدمجا الرواية الشفهية بفنون الأداء.
وفي عرض أدائي بعنوان "أصداء وتردّدات"، يقام في 26 الشهر الجاري في قاعة "الملكة إليزابيث" في لندن، تستكشف حجّاوي وعبّود، كل فنانة في عرض منفصل، دور الصوت في صياغة الذاكرة والتاريخ.
بعنوان "مغنية الحكايات المتجوّل"، يأتي عرض حجاوي (1976) عن حياة مغنية اسمها ليلي، تقدّم الفنانة بنفسها العرض/ المحاضرة، ومن خلال تقصّي تكوين الصور ثم السرديات التي تبدأ في التكون بناء عليها، تحاول كشف علاقة الصورة والحكاية بالبوح والخسارة التي تلحق بالمرأة جراء ذلك.
كما يختبر العرض الصدمات التي تحدث للحكايات جرّاء انقطاعات تاريخية سببها الحرب أو المنفى.
أمّا عرض عبّود (1971) "نهاية سعيدة" فهو عرض صوتيّ تنتقل فيه بين الجمهور، وتقصّ من حكايات الفولكلور الفلسطيني التي تقوم بجمعها منذ 15 عاماً، ومن خلال التراث ومفرداته تتقاطع مع الفقدان وكيف يمكن التعامل معه.
تروي عبّود، في إحدى القصص مثلاً، حكاية وحش أو "غول" يجمع أعين ضحاياه في وعاء زجاجي، ولا يمكن أن يتحرّر أحد من سطوته إلا إذا انكسر الوعاء وعادت العيون إلى أصحابها.
في نهاية عرضها تقدّم الفنانة مجموعة من اللوحات التي تمثّل شخصيات الحكايات الفولكلورية كما تخيّلتها، من غيلان ووحوش وطيور غريبة.