جو نعمة.. شهادات على المقاومة والصمود

30 أكتوبر 2024
من المعرض
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يُفتتح معرض "حتى ينتهي هذا الرِثاء" للفنان جو نعمة في "دارة الفنون" بعمّان، ويستمر حتى 31 مارس، مسلطًا الضوء على حرب الإبادة في غزّة ولبنان وتجذّر الإنسان في الأرض.
- يركز المعرض على توثيق أشجار الزيتون في جنوب لبنان وتأثير الغارات الإسرائيلية، ويعرض منحوتات صوتية تستحضر رعب صفارات الإنذار، مما يعكس هشاشة الأمان في فلسطين.
- يستعيد نعمة تراث الموسيقي حليم الضبع، مستكشفًا إمكانات الصوت كأداة لحفظ الذكريات، ويتعاون مع موسيقيين لتأليف قطع مستوحاة من الروابط بين الفلسطينيين وأرضهم.

يُفتتح، عند السادسة من مساء غدٍ الخميس، في "مؤسّسة خالد شومان- دارة الفنون" بعمّان معرض "حتى ينتهي هذا الرِثاء" للفنّان والموسيقي اللبناني جو نعمة، والذي يتواصل حتى الحادي والثلاثين من آذار/ مارس المقبل، ويضمّ أعمالاً صوتية وبصرية وأرشيفية.

يضيء المعرض جانباً من حرب الإبادة التي يخوضها الاحتلال الإسرائيلي على غزّة منذ أكثر من عام، وكذلك على لبنان، يتعلّق بتجذّر الإنسان في الأرض والتراب اللذين يتعرّضان لأعنف ممارسات المحو، ما يعكس أعمق معاني البقاء والاستمرار.

في معظم تجاربه، يركّز جو نعمة، المقيم في لندن، على الصوت وتاريخه وأبعاده الاجتماعية وعلاقته بالبيئة المبنية من حوله؛ حيث ينفّذ منحوتات وعروضاً أدائية في المساحات العامّة تستكشف دور القوى السياسية في بناء وتشكيل الصوت مجتمعياً، وكذلك تأثير الترجمة من لغة إلى أُخرى والمؤلّفات الموسيقية والأصوات والحركات الجسدية في الرقص.

يوثّق المعرض لأشجار الزيتون المعمّرة في جنوب لبنان ويستحضر رعب صوت صفّارات الإنذار

في معرضه الحالي، يتتبّع الفنان، عبر مجموعة متداخلة من الأعمال الفنية، جوانب تتعلّق باستمرارية حياة الناس وهوياتهم وثقافاتهم، ومنها توثيق أشجار الزيتون المعمّرة في قرية دير ميماس في جنوب لبنان، حيث استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية العديد من تلك القرى والأراضي بالفسفور الأبيض منذ بداية عدوانها.

كما تُعرض منحوتة صوتية تستحضر رعب صوت صفّارات الإنذار، وتكشف عن هشاشة الشعور بالأمان داخل حدود المشروع الاستعماري الاستيطاني في فلسطين، وكأنّه، في الوقت نفسه، صوت شهادة على إسكات الحقيقة.

من جهة أُخرى، يواصل نعمة استعادته لتراث الموسيقي المصري حليم الضبع (1921 - 2017) الذي ألّف مقطوعات موسيقية باستخدام الدربوكة (الطبلة) ليُثبت إمكانات الصوت اللامحدودة لهذه الآلة، واندماجها مع آلات غربية لعزف موسيقى أوركسترالية. وقد اختار نعمة أحد أعمال الضبع الموسيقية التي أنجزها بعد النكبة عن دور الصوت كأداة حفظ للمعاني والذكريات عبر الزمن.

وفي معارض سابقة، عاد جو نعمة إلى إحدى مقطوعات الضبع التي تعكس العلاقة المتجذّرة بين التقاليد الزراعية والموسيقى في الثقافات، كما يتعاون أيضاً مع موسيقيين من معهد "إدوارد سعيد الوطني للموسيقى" لتأليف قطع مستوحاة من التجارب والروابط الشخصية بين الفلسطينيين وأرضهم.

يشير بيان المنظّمين إلى أنّ الأعمال المعروضة "تتقاطع لتُجسّد معاً ما يُمكن اعتباره رثاءً يعكس مشاعر الحزن العميقة وحجم الفقدان والخسارة من حولنا، لكنها تُشكّل أيضاً شهادات على المقاومة والصمود، وعلى العلاقات القائمة والمستمرّة بين الناس والأرض، فالذاكرة هنا تحضر كقوّة حيوية وفاعلة تنتقل من جيل إلى آخر، وتساهم في رسم معالم المستقبل في مواجهة تهديدات المحو المستمرّة".

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون