ويشد الزائر للمعرض الذي يقام إحياءً لذكرى يوم الأرض الذي يصادف 30 مارس/آذار من كل عام، لأسماء المدن والقرى التي هجّر الفلسطينيين منها عام 1948، بالإضافة إلى الأسماء التي أطلقها الاحتلال عليها فيما بعد، والتي تكررت بشكل كبير في السنوات الأخيرة خلال الحروب المتلاحقة على غزة، لا سيما تلك التي كانت المقاومة الفلسطينية تقصفها بالصواريخ والقريبة من محيط قطاع غزة.
ويضم المعرض الذي يقيمه المكتب الإعلامي الحكومي بالتعاون مع وزارة الثقافة والكلية الجامعية للعلوم التطبيقية وبلدية غزة، اليوم الخميس، عشرات الصور التي جرى إعدادها بشكل منظم ولافت للأنظار من قبل منظمي المعرض، وتتضمن معلماً رئيسياً للمدينة أو القرية.
وتحمل الصور كذلك التسميات التي أطلقها الاحتلال على أبرز معالم مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك والأسماء المزيفة باللغة العبرية التي أطلقها على أبوابها وأهم الأحياء والشوارع ضمن مساعيه المتواصلة لتهويد المدينة المحتلة.
ويقول رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف لـ "العربي الجديد": إنّ المعرض يأتي ضمن سلسلة فعاليات تهدف إلى إحياء الذاكرة الفلسطينية وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية التي تعتبر قضية أرض يحاول الاحتلال السيطرة عليها منذ عام 1948 وما قبله.
ويشدد معروف على أن معرض الصور الذي حمل اسم " أرضي أنا " يستحضر أسماء القرى والمدن التي شرد أهلها منها بفعل الاحتلال، ويعيد طرحها أمام الأجيال الصاعدة بأسمائها الحقيقية ودحض الأسماء التي ألصقها الاحتلال الإسرائيلي بها خلال السنوات الماضية.
بدورها، تقول النائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس هدى نعيم، إن العالم يحيي تاريخه ومواثيقه عبر كتابتها، في الوقت الذي يحيي الفلسطينيون ذكرياتهم بتقديم المزيد من الشهداء والجرحى والأسرى دفاعاً عن أراضيهم التي يحاول الاحتلال سلبها.
وتشدد نعيم في كلمة لها على هامش افتتاح المعرض، على أن ذكرى يوم الأرض للعام الحالي تأتي في ظل ظروف صعبة وقاسية تمر بها القضية الفلسطينية واستمرار محاولات الاحتلال الإسرائيلي الدائم للسيطرة على الأراضي الفلسطينية وطرد أصحابها منها.
وتلفت النائبة في المجلس التشريعي إلى أن ظروف الانقسام الفلسطيني الداخلي المستمر منذ عام 2007 شكلت دافعاً للاحتلال للاستمرار في سياسة ابتلاع الأراضي الفلسطينية لا سيما في الضفة الغربية والقدس المحتلة خلال السنوات الأخيرة.
وفي السياق، يؤكد وكيل وزارة الثقافة بغزة أنور البرعاوي في كلمة له، على أهمية وجود برنامج وطني متفق عليه بين مختلف الأطراف يعزز ثقافة مواجهة الاحتلال وإجراءاته المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني لا سيما مصادرة الأراضي وابتلاعها، في الوقت الذي لا يفهم الاحتلال فيه إلا لغة الدم.