"أبّوط للإنتاج": مغامرة جديدة في الاشتغال السينمائي

05 سبتمبر 2016
لقطة من "تحت الظلّ" للإيراني باباك أنفاري
+ الخط -

لن تهدأ بيروت، إيجابياً، على المستوى السينمائيّ، وإنْ يكن عدم هدوئها هذا قليلاً. الخراب الذي يُحاصرها منذ سنين بعيدة، وهو كبيرٌ وعظيمٌ، يُدمِّر جوانب عيش وسلوك ولقاءات، لكنه يبدو مستعصياً على حراكها السينمائي. الحراك هذا مفتوح على بعض الثقافة والفنون أيضاً. على محاولات جدّية ومتواضعة، لتقديم شيء مختلف وصداميّ وسجاليّ، في بيئة غارقة في فسادها وادّعاءاتها وارتباكاتها وموتها.

السينما عاملٌ فاعلٌ ومؤثّر. المغامرة معقودة على أفرادٍ يريدون تحريك الجامد، وجزءٌ كبيرٌ منه ملتبس وغامض، في راهنِ مدينةٍ مسرفة في دمارها. أو ربما يستفيدون من واقع مأزوم، لتبيان حضور يغاير السائد، ويواجهه. أو لتأكيدِ حضورٍ كهذا. فالسينما، رغم كل شيء، أحد أبرز شروط البقاء. الإبداع فيها، إنتاجاً وحراكاً ونشاطاً ومحاولات واختبارات ونقاشاً وحوارات، أداة رفض وتمرّد على الهزال والانهيار، وأداة قول وبوح وجمال، في آن واحد.

لن تبقى "جمعية متروبوليس" وحيدة في المواجهة. لن تبقى جمعيات ومراكز ومؤسّسات، وإنْ يكن عددها قليلاً، وحيدةً في تقديم مشهدٍ مغايرٍ، أو في محاولة تقديمه. هناك شركة إنتاجية لبنانية، تمتلك حضوراً ملحوظاً ومهمّاً في المشهد السينمائي الإنتاجي، اللبناني والعربي، تريد قولاً آخر. تختار أسلوباً سينمائياً، يقول بأولوية اللغة والصورة والتعبير البصري، وتعمل على إيجاد حيّزٍ له في البيئة المحلية، وتطمح إلى تفعيل حراكه. أما نتيجة أفعالها، فلقراءتها النقدية حيّز آخر.

"أبّوط للإنتاج" مشهودٌ لها على مستوى حركة الإنتاج السينمائي اللبناني، بإمكانياتها المتواضعة، وطموحاتها الجمالية والفنية والتجارية المدروسة. تُنتج أفلاماً (روائية ووثائقية) لبنانية عديدة، وعربية قليلة. تختار ما تراه الأنسب. تسعى إلى جعله مرآةَ واقع وانفعال وحكاية وتاريخ وذاكرة وراهن. منذ عام 1998، تنطلق في لحظة اختمارِ مسارٍ سينمائي لبناني جديد، يعمل على الخروج من آثار الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، من دون الابتعاد عن أسئلتها المعلّقة، ويريد اللحاق بمقبلٍ من الأيام، والأسئلة الإضافية، كي تكون الصورة المتحرّكة على الشاشة اللبنانية انعكاساً حقيقياً لوقائعَ وعيشٍ وسلوك.

في 14 أيلول/ سبتمبر 2016، تُطلق "أبّوط للإنتاج" مهرجاناً سينمائياً جديداً، في بيروت، باسم "مسكون"، تصفه بأنه "أول مهرجان لأفلام الرعب والفانتازيا والإثارة (ثريلر) والحركة (أكشن) والخيال العلمي، في المنطقة العربية". تعتبره "متخصّصاً بهذا النوع من الأفلام". تطمح إلى تكريسه، لاحقاً، كـ "نقطة التقاء للإنتاجات العربية، التي لا تزال خجولة في هذا المجال"، وإلى "المساهمة في زيادتها" أيضاً.

أفلام الدورة الأولى دعوة إلى اختبار تجربة مختلفة في المشاهدة والتواصل.

دلالات
المساهمون