"آردين": مهرجان لموسيقى احتكرتها النساء

30 أكتوبر 2017
(مغنية موريتاينة أمام الـ آردين)
+ الخط -

قليلة هي الآلات الموسيقية التي اقتصر استعمالها على النساء فقط، وربما تسعفنا الذاكرة بآلة القيثارة التي قلما شاهدنا رجلاً يعزف عليها.

أما آلة الـ "آردين" فهي كما يلفت مؤرخون موسيقيون آلة أفريقية احتكرت النساء العزف عليها لقرون عدّة (اسمها يعني حرفياً معزف الجارية)، ويجري استعادة صوتها وموسيقاها في مهرجان "آردين" في نواكشوط؛ عاصمة موريتانيا، الذي افتتح أمس ويتواصل حتى مساء الغد بتنظيم من "جمعية النساء الفنانات".

هذه هي الدورة الأولى من التظاهرة التي تقسم برنامج فعالياتها إلى قسمين؛ الأول يتعلّق بندوات ومحاضرات حول تاريخ الموسيقى الأفريقية ومؤثراتها على الموريتانية بشكل خاص، وتتطرّق إحدى المحاضرات إلى تاريخ آلة الـ آردين ومتى ظهرت في موريتانيا أول مرة ومن هم أشهر عازفيها. أما الشق الثاني فهو الأمسيات الموسيقية والعروض الفنية التي تشارك فيها فنانات من المدن الساحلية والصحراوية، إذ أنها آلة انتشرت في سياقات ثقافية واجتماعية مختلفة بنفس المقدار.

الـ آردين، إحدى الآلات الموريتانية التقليدية المعرضة للاندثار مع التيدينيت وهي آلة الرجل فقط، تجمع بين أن تكون آلة وترية وطبل في الوقت نفسه، مصنوعه من الخشب لها عصا طويلة تجلس المغنية وتعزف عليها مثلما يُعزف على العود، صوتها يشبه كثيراً صوت السيتار الهندي، ويمتزج فيه صوت العود والسمسمية، وموصول بها طبل يكون موضعه أمام المغنية، ويشكل قاعدة الآلة كلّها، أما علاقة العازفة بمكان هذه الآلة فتشبه علاقة عازف التشيلو بجسم الآلة، وعازفة القيثارة بآلتها، ثمة حالة من القرب والاحتضان أكثر من أي آلة أخرى.

من أبرز عازفات الـ آردين في موريتانيا فرحة بنت بوبه جدو (المشاركة في التظاهرة)، والطاهرة منت حمارة، ومنى دندنّي، وحورية منت النانة، كما اشتهرت أيضاً الراحلة ديم بنت آب.

منظّمو مهرجان "آردين" أعلنوا عن نيتهم تأسيس متحف صغير يجمع ويوثّق تاريخ هذه الآلة والموسيقى الموريتانية بالعموم.

دلالات
المساهمون