لم يكد اللاجئون السوريون يجدون بعضاً من الطمأنينة، ولو بإقامات مؤقتة، في الدنمارك، حتى رأوا أنفسهم أخيراً مهدَّدين بالترحيل، وقد عدّت الجهات المعنيّة دمشق وريفها منطقتَين آمنتَين
توفيت والدة السوري أبو محمد، من مدينة دوما، أكبر مدن الغوطة الشرقية، قبل أيام بعد إصابتها بفيروس كورونا، إذ لم يتح للسيدة السبعينية جهاز تنفس اصطناعي لإنقاذ حياتها، فالمنشآت الصحية في مدن وبلدات ريف دمشق متهالكة، ودمّر القصف والحصار عدداً كبيرا منها
كان مشفى "كيوان" الجراحي، ومشفى الأمل للنسائية والأطفال الملاصق له، يعتبران المشفيين الوحيدين في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي اللذين لم تدمرهما الغارات الجوية الروسية التي تتواصل رغم التنديد الأممي، والمطالبات بضرورة تحييد المنشآت الصحية.
لم يكن عام 2018 مختلفاً عن الأعوام السابقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على صعيد حقوق الإنسان، بل لعلّ الوضع كان أسوأ في عدد من الدول، بحسب تقرير منظمة العفو الدولية الذي تستعرضه "العربي الجديد".
مرت سنة 2018 على السوريين، كشقيقاتها السبع السابقة، شاهدة على معاناة إنسانية قد تكون الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، إذ عصف بهم الجوع والتهجير والخوف والموت، مع غياب الأمل بالسنة الجديدة
انتقلت روسيا إلى مرحلة جديدة من مساعيها لتثبيت نظام بشار الأسد، وهذه المرة من بوابة اللاجئين، مع سعيها لكسر المقاطعة الغربية للنظام عبر التنسيق معه لإعادة اللاجئين، بموازاة عملها على التحكّم بهذه العودة وأماكن توزيع العائدين.
مذ بدأت الأزمة الأمنية تتفاقم في سورية، راح الوضع الصحي يتدهور. واليوم، مع عدد النازحين الكبير إلى الشمال السوري، تهدد أزمة صحية جديدة ليس النازحين فقط إنّما السكان الأصليين كذلك في حال صُمّت الآذان.
طالبت منظمة أطباء بلا حدود، النظام السوري بمنحها تصريح الدخول إلى كافة المناطق لتوفير العلاج الطبي للمرضى الذين هم في حاجة ماسة إلى الرعاية الطبية، أينما كانوا، وذلك بعد سبع سنوات من الرفض.
وصل قرابة المائة ألف مهجّر إلى الشمال السوري أخيراً من مناطق الغوطة الشرقية وجنوب دمشق وريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، بينهم أعداد كبيرة من الجرحى والمصابين والمرضى، ما تسبب بأزمات عدة تصدّرها الملف الصحي، مع النقص في إمكانيات الرعاية الصحية.