عرفت إسطنبول، في الخمسينيات، حركة إعادة إعمار جنونية. هُدّت المقابر وسُرقت شواهدها، وهُدِّمت البيوت الخشبية والمباني الحجرية القديمة التي تعود إلى القرن السابع عشر، فيما الأعمال المعمارية الكلاسيكية كانت تحيطُها القمامة والمباني الضخمة.
كانت القومية العربية والمركزية العثمانية الرسمية في انسجام خلال الحقبة الحميدية. وكان واضحاً أنّ هذا الانسجام يحتوي عناصر انفجار في المستقبل. شكّل "الاتحاد والترقّي" والعرب "لجنة الأخوّة العربية العثمانية"، لكن سُرعان ما ستتوتّر العلاقة بينهما.
يجب أن نقول بوضوح إن أيديولوجيا السَّلطنة العثمانية ليست هدفاً للمستقبل في تركيا، فالأتراك لا يحبّون السلطنة، فقط يحبّون بعض السلاطين ويفخرون بهم، لأن أيديولوجيا الجمهورية قد استقرت. لقد تحوّلت إمبراطورية الأتراك إلى جمهورية الأتراك.
تفسير الجمهورية على أنها "رفض الإمبراطورية العثمانية" هو رؤية سياسية واجتماعية محدودة. حتى في روسيا البلشفية، لا يُرى مثل هذا الهوس بـ"رفض الإرث". حتّى الشخصيات التي أسّست الجمهورية التركية لم تكن بهذا القدر من العداء للعثمانيين.