تُلقي هذه الزاوية الضوء على كتب وأسماء أساسية من التراث العربي والإسلامي انشغلت بالإنساني والكوني، ما يجعلها راهنة في أيّامنا هذه. هنا عودة إلى "كتاب العزلة" لأبي سليمان الخطابي البُستي، أحد كتب التراث النادرة التي ساءلت مفهوم الوحدة.
تُلقي هذه الزاوية الضوء على كُتب وأسماء أساسية من التراث العربي والإسلامي، انشغلت بالإنسانيّ والكونيّ، ما يجعلها راهنة في أيّامنا هذه، رغم مضيّ قرون على ظهورها. هنا عودة إلى كتاب "الصداقة والصديق" للتوحيدي، وإلى قوله بقرابة الصداقة والحبّ.
وكلما اشتعلت الحمّى اعتقدتُ أن أُمي لم تمت وأنها ووالدي ما زالا موجودين، وأن أبي فرش لي موضعاً صغيراً قرب مرقدهما، وأنني نائمة في غرفتهما حتى أنهض في الصباح الرابع وأبتسم له، فيقول: ها الحمّى قد راحت وابتسمت سهام.
أنا البوهيمية، أبدأ، أُخطّط، أعترض، أتطرّق لكلّ شيء، أعبر الهوّيات، أبحث عن الحد الوحيد في تقاطعات القصيدة، ألمسها، أنظرُ إليها وأمدّ نظري نحو آفاقٍ أُخرى، نحو حدودٍ أخرى، نحو الحقائق المفتوحة. أبحث عن بلادي في بئرٍ، أحدّق بها مطوّلاً وأتركها.
أصبحت مجالس القهوة، التي بدأت مع المتصوّفة، تحاكي مجالس شرب النبيذ كما نعرفها من الكتب التراثية، وبالخصوص من كتاب "أدب النديم"، والذي يشرح بالتفصيل مهمّة النديم في تحضير المجلس واختيار الخمور المعتّقة وإدارتها في كأس واحدة بين الشاربين.
الحديث عن توني موريسون وأدبها لا يمكنه أن يتوقّف عند مقالات النعي السريع التي تبعت رحيلها مطلع الشهر الجاري؛ فموريسون التي كانت أوّل كاتبة أميركية أفريقية تحصل على جائزة نوبل للآداب، عرفت كيف تفتح آفاقاً رحبة بأعمالها الروائية.
تخضع ترجمة التراث العربي في السياق الراهن لتوازناتِ سوق النشر وسياسات التسويق، إذ نلاحظ الإقبال المتزايد على مواضيع بعينها تخص المنطقة العربية، يتصدرها العنف والجنس والغرائبية والإرهاب بالطبع. فالترجمة إذ تتوجه للغربي عادة، لكي يفهم بعضاً من ماضي الشعوب.
يضع الجاحظ من البداية أهداف كتابه "التبصر بالتجارة" ويدلّنا على أنه قد يكون أوّل مؤلف في التجارة والاقتصاد، أو هو بمثابة مرجع أو سِجِل للشاري والبائع آنذاك، علاوة على أنه يخبرنا بقيمة الأشياء ويفتح باباً للمقارنة أو التأريخ لعلم الاقتصاد.
تتقصّى رواية ماحي بينبين الأخيرة ظواهر اجتماعية مسكوتاً عنها، حين ترصد عالم "الشيخات" في مراكش، بحيث تبدو بمثابة ردّ اعتبار للشخصيات النسائية في المجتمع المغربي، إذ تضيء واقعهنّ وتنوّع ظروفهنّ من الأحياء الفقيرة في المدن إلى البادية.
يبدأ إذن تنفيذ الحكم... المرشَّحون لـ"الفَلَقة" يتوافدون كالحجّاج على الطاولة. فتُكسَر العصا ويكون حتماً خطأ التلميذ الذي يتلقّى صفعات المعلّم. أشكال وأنواع من الزفرات كانت تتعالى من هنا وهناك، فتصير كأزيز حريق لا يطفئه إلا جرس انتهاء الحصّة.
الحبّ أن تنفُثَ الكلِمَ كلَّه، الشّعر كلّه، أن تقُصّ الكون خَصلة خصلة، وتتركها للريّاح تبعثرها في الأركان، وترسمها على جبين من تحب وهو عنك غافل. أن تطفئ الضوء، وتفتح عينيك، وتنظر الفكرة فيه لم تولد. من السعادة أن تحبّ فقط.
إذا كانت أمّك مثل أمّي، فافتح أول حقيبة أتت بك إلى بلد الغربة، وأخرج الشريط، وإن لم تكن مثلي طفلاً لا تفهم لماذا يستمع والداك إلى الحاجة الحمداوية أو فاطنة بنت الحسين، أو الشيخة الزروقية، أو حميد الزهير وغيرهم...
لم يكتف ابن منظور بتأليف معجم لغوي كمن سبقه، بل وضع مقدّمةً يُمكن تصنيفها ضمن النقد المعجمي؛ إذ أشاد بجودة ما اعتمده من مصادر، وفصّل زلّاتها بما يبدو سخرية في الظاهر، ولكنّها في الباطن نقدٌ لاذع مبنيٌّ على حُجج علمية.
لن أعتذر عن عدم تسليمي المقال البارحة، وذلك لسبب واحد. لقد فهمت اليوم مسألة هامّة جدّاً. قلت لي بأن الإنسان لا يكتب شيئاً مهمّاً قبل الثلاثين. لديك حق. ما عسانا نكتب قبل الثلاثين؟ إذا استثنينا حالات خاصّة لا يعيدها التاريخ.
كلمة روح، لها حضور قوي في عملية الحياة، وهي صاحبة تاريخ حجبه تداول سطحي في الشعر العربي المعاصر. وهي أيضاً سيدة معجم الحب في مختلف الألسن. للكلمة تاريخها الخاص يدور داخل العربية حول مصدرها وتفرّعاته. لنسافر قليلاً مع كلمة "روح".
أعود إلى "كازا"، إلى حيّنا، للا مريم، حيث لا يسكن الأغنياء ولا يعلمون حتّى أنه موجود؛ بأرصفته الموحلة، ببيوته الصغيرة التي تحمل معالم جغرافية الفقر، وتتشابه في ما بينها، وتُحشر فيها أسر بكاملها. كنّا نعتبر مرفهين بالنسبة لسكان الصفيح.
الحياة والموت يتمايلان أمام نظرك، يراقصان قلة حيلتك. كنت تعيد النظر في القرارات الكبرى في حياتك كما لو أن الموت يطالبك بالحسابات المسبقة أو أنه يمدك بعيون جديدة لتكتشف الوجود. في وسط كل هذا أبقيت على الصمت.
يغفو الصيّاد على الصخرة/ يغفو دون أن يفكّر في شيء/ سوى في السمك المنتظَر/ طيلة الصباح، منذ الفجر/ بقصبة تنحني على الموج/ محاورةً عابرين تحت الماء/ يترقبون قُبلةَ الحب القاتلة/ قبضة الصياد واثقة/ تمتلك دقّة العارفِ بنومة النجمات المدّثرة.
في السادس من كانون الأول/ ديسمبر 1986، قُتل الطالب الفرنسي، جزائري الأصل، مالك أوسكين، تحت ضربات عناصر الشرطة. وبعد عقدين وُضع شاهد تذكاري يعبّر عن "ندم" فرنسا لكن دون ان ينتبه له كثيرون يمرّون يومياً من شارع السيد الأمير
وجهٌ آخر للعالم هي الغابة/ صمتٌ آخر/ كلماتٌ أُخر/ أهي قطعة أرض، حملها نوح معه؟ أم صنعة سيّدٍ آخر؟ ما تنبسُ به وما تصمتُ عنه هنا/ أبداً لا يشبه كلاماً/ الطيورُ وحدها تحرسُ ألغازها/ لتذهبي روحي تحت هذا السنديان.